المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

كتب أسعد تلحمي:

ارفقت اسرائيل ترحيبها بانتخاب محمود عباس (ابو مازن) رئيساً للسلطة الفلسطينية باعفاء نفسها من الاستحقاقات الواردة في "خريطة الطريق" الدولية ورمت بالكرة الى الملعب الفلسطيني فكررت املاءاتها وشروطها لاستئناف الحوار السياسي مع الرئيس الفلسطيني المنتخب "الذي سيُمتحن بالأفعال وليس بالاقوال".

وقال القائم بأعمال رئيس الحكومة ايهود اولمرت ان اسرائيل اذ تهنئ "ابو مازن" بانتخابه فانها تتوقع منه ان يحقق التطلعات بمحاربة "الارهاب" لان ذلك "سيفسح في المجال امام تحقيق انجازات كبيرة والتعاون المشترك". واضاف انه يشعر بتفاؤل، معتبراً تزامن اعلان حكومة جديدة في اسرائيل وانتخاب ابو مازن "لحظة تاريخية" مؤكداً ان لقاء سيعقد قريباً بين ابو مازن ورئيس الوزراء الاسرائيلي آريئيل شارون.

وكرر وزير الخارجية سيلفان شالوم المطلب الاسرائيلي باتخاذ "ابو مازن" قراراً استراتيجياً بتفكيك الفصائل المسلحة ووقف التحريض "وهي قرارات ينبغي عليه ان يتخذها فوراً" مضيفاً ان المفتاح لاستئناف العملية السياسية في يد "ابو مازن" القادر على الخيار بين السلام والبراغماتية وبين مواصلة نهج الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "الذي اتسم بالتضليل".

ونقلت صحيفة "معاريف" عن اوساط قريبة من شارون قولها ان "الامتحان الاول" لـ"أبو مازن" سيكون وقف اطلاق الفلسطينيين قذائف الهاون والقسام وان رئيس الوزراء يتوخى من الرئيس الفلسطيني الجديد الايفاء بتعهداته عشية الانتخابات بوقف عسكرة الانتفاضة. واكدت هذه الاوساط ان الاجتماع المزمع بين الرجلين سيتناول "الخطوات الأمنية التي يعتزم ابو مازن اتخاذها ضد التنظيمات الارهابية" لقاء قيام اسرائيل ببادرات حسن نية بسيطة مثل الافراج عن اسرى فلسطينيين وازالة حواجز عسكرية.

ونقلت الصحيفة عن اوساط امنية اعتبارها انتخاب "أبو مازن" يوماً تاريخياً وتطوراً استراتيجياً خصوصاً ان الفلسطينيين اختاروه بعد دعوته الصريحة الى وقف الانتفاضة.

وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان اسرائيل عمدت الى عدم ابداء حماسة زائدة من انتخاب "ابو مازن" "بانتظار افعاله" وانها ترى في انتخابه خطوة اولى مهمة ينبغي ان تعقبها افعال كثيرة في مقدمها بسط النظام في قطاع غزة وتوحيد الاجهزة الامنية.

وفي حديث للاذاعة ذاتها قال زعيم حزب "العمل"، شمعون بيريس، انه من السابق لأوانه الحسم بأن انتخاب "ابو مازن" سيوقف الارهاب: "المسيح المنتظر (وقف الارهاب) لم يأت بعد... لكنها بداية مرحلة جديدة ونتائج الانتخابات تؤكد ان ثمة تغييراً في الشارع الفلسطيني ايضاً"، متوقعاً ان يكون ابو مازن "محاوراً صعب المراس". وتابع انه يجب "منح الرئيس الفلسطيني الفرصة وعدم ابداء قدر كبير من السلبية اذ اننا بصدد انتخاب رجل معتدل وذكي ومتمرس".

ولاحقاً اجرى بيريس اتصالاً هاتفياً مع "ابو مازن" لتهنئته واعداً بأن اسرائيل ستبذل كل جهد لمساعدة الفلسطينيين في اقامة نظام ديمقراطي، وقال بيان صادر عن بيريس ان "أبو مازن" رد بالقول ان الوقت حان للتوجه الى السلام وانه ينظر الى المستقبل متفائلاً.

من جهته، دعا وزير المالية بنيامين نتنياهو الرئيس الفلسطيني المنتخب والفلسطينيين عموماً الى التخلي عن وهم عودة اللاجئين الفلسطينيين، مضيفاً ان المطلوب الآن "وقف التحريض الفلسطيني الرسمي المنظم". وقال ان تحقيق هدنة بين السلطة الفلسطينية والفصائل المسلحة ليس كافياً. وتابع ان على اسرائيل والولايات المتحدة مواصلة ضغطهما على السلطة الفلسطينية لاجراء اصلاحات "تكون كفيلة بوضع حد للإرهاب والكراهية اللذين رعتهما القيادة الفلسطينية".

المصطلحات المستخدمة:

رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات