تابعت الصحف الإسرائيلية، يوم الأحد 7/8/2005، نشر المواقف والتحليلات والتقارير المتعلقة بمذبحة شفاعمرو من يوم الخميس الماضي، التي ارتكبها جندي إسرائيلي فارّ وأدت إلى سقوط أربعة قتلى وعشرة جرحى من أبناء هذه المدينة داخل تخوم "الخط الأخضر".
وتميزت التقارير التي ظهرت اليوم بتعزيز إجماع هذه الصحف على تحميل الجيش وجهاز الأمن العام (شاباك) المسؤولية الكاملة عن المذبحة.
فقد تحدثت صحيفة "هآرتس" في خبرها الرئيسي عن سلسلة مما أسمته بـ"القصورات" قبل ارتكاب المذبحة، لافتة إلى أن "انعدام التنسيق الأمني حال دون اعتقال المخرب" الذي ارتكب المذبحة، عيدان نتان زادة.
أما عنوان "يديعوت أحرونوت" فقد تحدث عن تبادل اتهامات بين الشاباك والجيش مُشيراً إلى وجود سلسلة من القصورات في معالجة أجهزة الأمن الإسرائيلية للمخرب زادة.
كذلك تحدثت صحيفة "معاريف" عن هذه القصورات في عمل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لكنها ارتأت أن تبرز شبهة قيام خلية إرهابية يهودية في مستوطنة تبواح، التي خرج منها نتان زادة. وأضافت أن عناصر في الشاباك والشرطة يشتبهون في أن تكون هذه المستوطنة المتطرفة "ملجأ رعاية للمخربين" لافتة إلى أن المرشد الروحي لنتان زادة هو شخص يميني أمضى محكوميته في السجن بعد إدانته بقتل فلسطيني.
وسَلسلتْ "هآرتس" القصورات التي أحاطت بالموضوع على الوجه التالي:
· 20 كانون الثاني/ يناير 2005 - تجنّد نتان زادة للجيش الإسرائيلي بعد انتقاله إلى مستوطنة تبواح بوقت قصير. ولم ينقل الشاباك لسلطات الجيش أية معلومات عنه وخصوصاً عن علاقاته مع عصابة "كاخ".
· 22 أيار/ مايو- ضابط صحة نفسانية في الجيش يعاين نتان زادة ويشخص لديه صعوبات نفسانية ويوصي بتخفيض "بروفيله" بعد عرضه على لجنة طبية. لكن توصية هذا الضابط لا يتم نقلها إلى المسؤولين عن الجندي.
· 14 حزيران/ يونيو - نتان زادة يفرّ من الجيش بعد رفضه أوامر عسكرية بإقامة خيمة للجيش المشارك في تطبيق خطة فك الارتباط. لكن الجيش لا يضع الشاباك في صورة هذا الفرار.
· أواسط تموز/ يوليو- قائد الفرقة التي خدم فيها نتان زادة يبعث برسالة إلى الشرطة العسكرية تطلب تدخلها في الموضوع. ويحذر في سياقها بأن الجندي الفار يحوز سلاحا ويمكن أن يشكل خطراً على سلامة الجمهور. غير أن تحذيره لا ينقل إلى الشاباك .
· أواخر تموز/ يوليو- القلق بدأ يساور والدي نتان زادة بعد طول غيابه. وبما أن الجيش لا يوفر لهما جوابا عن مصير ابنهما فإن والدته تتوجه إلى مراسلة "صوت إسرائيل" (الشبكة الثانية) للشؤون العسكرية، كرميلا، منشيه طالبة مساعدتها ومحذرة من أن ابنها مسلح.