اتهم أديب إسرائيلي بارز اليهود بالتسبب بإثارة موجات العداء لهم في العالم داعيا إياهم إلى وضع أنفسهم قبالة المرآة وإعادة الحساب مع النفس. وكان هذا الأديب، أ. ب. يهوشوع، قد نشر مقالا في العدد الأخير من مجلة "ألبايم" (ألفان) الفصلية قال فيه إن هناك أشياء لدى اليهود تشجع على" اللاسامية" مشددا على ضرورة قيامهم بمحاسبة صارمة وعميقة لمجمل تاريخهم بعد وقوع الكارثة خلال الحرب العالمية الثانية. وتابعت "يديعوت أحرونوت" في ملحقها الأسبوعي الأخير القضية من خلال نشر حديث مطوّل مع الكاتب والإشارة إلى عاصفة ردود الفعل التي أثارتها أقواله.
وأعتبر أ. ب يهوشوع أن مبنى الهوية اليهودية يشكل مصدرا عميقا جدا لكراهية اليهود في العالم في كافة الأزمان. ونوهت " يديعوت أحرونوت" بأن أفكار الكاتب ذي الأصل الشرقي والحائز على جائزة إسرائيل في الأدب تنطوي على مواد فكرية "متفجرة".. وفي صلب أفكاره يقول يهوشوع إن الهوية اليهودية التي تشكلت في بوتقة مزجت بين الدين والوطن هي هوية غير واضحة ومتهربة تعدم الحدود والشكل وتقوم على الافتراضية ما يبعث لدى الآخر التخيلات والمخاوف وبالتالي الكراهية.
ومن ضمن ردود الفعل الإسرائيلية واليهودية على ذلك اقتبست الصحيفة أستاذًا جامعيًا معروفًا، روبرت ويستريخ، بارك أفكار يهوشوع "الشجاعة" معتبرا إياها عوما في مستنقع خطير ونوعا خطيرا من اللعب بالنار. في المقابل شبّه البعض الآخر توصيفات يهوشوع بمن يحمّل فتاة مسؤولية تعرضها للاغتصاب كونها ترتدي ثيابا فاضحة. كما اتهم يهوشوع من قبل معلقين آخرين بأنه يواجه مشكلة في هويته الشخصية سيما وأن مشكلته مع اليهودية نابعة من مشكلته الشخصية مع اليهودية. وردا على ذلك قال يهوشوع انه لا يلقي بالتهمة كلها على اليهود في استعداء العالم عليهم لافتا إلى أنه يحاول استقراء عميق لتركيبة الهوية اليهودية. وأضاف "الآن وبعد عقود من الكارثة وقيام الدولة اليهودية حان الوقت لأن نفلت من عقلية الدفاع الأعمى ونفتش عن الأسباب التي تبعث ردود فعل معادية بشكل مرضي ضدنا".
وأكد الكاتب اليهودي أن الإنسان اليهودي متغير وقادر على الانغماس أو أن يكون بلا هوية أو أن يكون متطرفا بنفس الآن بل والإقامة في عوالم مختلفة والارتباط بهويات الشعوب المحلية التي يعيش فيها الأمر الذي شحذ مهاراته الروحانية ولكن بنفس الوقت أوقع به المصائب. وأضاف "لا أبحث هنا عن توجيه الاتهامات فهي موجودة أصلا إنما حاولت القيام بعملية تشخيص والنظر إلى المستقبل وهذا لا يعني أن اللاسامي يحظى بالتفهم عندي وأنا ازعم أنه لو قيض لهذا قراءة أقوالي هذه لبادر بنفسه إلى تصليح نظرته لليهود لأن اللاسامية تسبب المصائب للاساميين أيضا".