تفجرت المفاوضات الائتلافية لتشكيل حكومة جديدة في اسرائيل بعد مغادرة طاقم حزب "العمل" المفاوض الاجتماع مع نظيره من حزب "الليكود" الحاكم، احتجاجاً على رفض الأخير طلب "العمل" إرجاء تقديم مشروع الموازنة للعام المقبل الى ما بعد انضمامه الى الحكومة. ونجح المعارضون في "الليكود" لضم "العمل" في استصدار قرار من أعلى هيئة قضائية في الحزب بعقد مؤتمر لأعضائه في 18 الجاري للتصويت على انضمام "العمل"، ما يعني انتزاع هذه الصلاحية من يد زعيم الحزب، رئيس الحكومة اريئيل شارون.
واتسعت رقعة المعارضة داخل "العمل" لهذه الخطوة على نحو غير مسبوق بعدما طالب عدد من نوابه، المؤيدين مبدئياً الانضمام، بتعليق المفاوضات مع "الليكود" بعد رفض زعيمه رئيس الحكومة شارون طلب زعيم "العمل" شمعون بيريس ارجاء نظر الحكومة في مشروع الموازنة للعام المقبل الى ما بعد انضمام الحزب الى الحكومة ليتاح له ادخال تعديلات عليه. وهاجم النواب بيريس على قرار استئناف الاتصالات على رغم موقف شارون. وقال النائب داني ياتوم ان شارون وجه صفعة مدوية لبيريس و"العمل" وانه ينبغي وضع حد للمهانة التي يتعرضان لها. ونقل عن نائب آخر قوله ان "الليكود يبصق في وجه بيريس لكن الأخير يقول ان هذا مطر". واتهم آخرون بيريس بابداء موقف مائع ودعوا الى عقد اجتماع طارئ لمجلس الحزب للتداول في ما آلت اليه الاتصالات مع "الليكود". ورأى النائب متان فلنائي وجوب عدم تنازل حزبه عن مطالبه الاجتماعية وتعديل مشروع الموازنة الذي يعتمد مزيداً من تقليص الخدمات الاجتماعية وانزال الضربات بالشرائح الضعيفة. وقالت النائبة يولي تمير ان لا أساس لادعاء بيريس بأن عدم الانضمام الى الحكومة سيعرقل الانسحاب المزمع من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية لأن بمقدور "العمل" توفير الدعم لهذه الخطة من مقاعد المعارضة.
وكتب المعلق في الشؤون الاقتصادية في صحيفة "هآرتس" نحاميا شترسلر ان وزير المالية بنيامين نتنياهو يبغي من خلال استعجال طرحه لموازنة العام المقبل منع دخول "العمل" الى الحكومة لأنه معني بأن يبقى شارون على رأس حكومة أقلية يتحكم بها هو (نتنياهو) والمتمردون داخل "الليكود"، منتظراً ان يسعفه الحظ فتسقط الحكومة وهكذا يخلف شارون في زعامة "الليكود" وعلى كرسي الحكومة. وتابع المعلّق ان نتنياهو معني بإقرار الموازنة في جلسة الحكومة الوشيكة قبل انضمام "العمل" اليها مدركاً ان الاخير سيرفض الانضمام الى حكومة تنزل ضربات اقتصادية بشرائح تدعمه انتخابياً. وتأتي معارضة نتنياهو انضمام "العمل" على خلفية معارضته خطة فك الارتباط عن قطاع غزة التي يدعمها الحزب.
وفي "الليكود" ايضاً حقق "المتمردون" انجازاً بانتزاعهم صلاحية البت في ضم "العمل" من يد شارون واخضاع المسألة للتصويت في مؤتمر خاص يعقده الحزب في 18 الجاري، وسط توقعات بإمكان نجاح المعارضين لانضمام "العمل" في توفير غالبية تدعم موقفهم، ما من شأنه اسدال الستار نهائياً على محاولات شارون توسيع ائتلافه الحكومي الهش.
(من أسعد تلحمي)