المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 743

قال معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، زئيف شيف، يوم 29/8/2004، إن جورج تينيت، رئيس جهاز الاستخبارات الأميركية "سي. آي. إيه"، كان قد المح قبل استقالته من منصبه، وفي عدة مناسبات التقى خلالها بشخصيات إسرائيلية، خاصة رجال "الموساد" الاسرائيلي، الى وجود جاسوس لاسرائيل في مقر وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون).

 

 

وحسب الصحيفة "كان الاسرائيليون يرفضون هذا الادعاء بشدة، وتحدوا تينيت ان يلقي القبض على الجاسوس ويعرضه على الملأ". وأضاف شيف أن تلك الملاحظات نقلت، في حينه، الى اسرائيل وان القيادة السياسية كانت تعرب عن دهشتها ازاء "ادعاءات" تينيت.

وكانت وسائل الاعلام الاميركية قد نشرت، في نهاية الاسبوع المنصرم، نبأ التحقيق مع شخص يدعى لاري فرانكلين، عمل في قسم الشرق الأوسط وجنوب أسيا، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بتهمة التجسس لصالح اسرائيل، واحتمال ان يكون فرانكلين هذا قد شارك في بلورة الاستراتيجية الاميركية التي قادت الى الحرب ضد العراق. وقال تلفزيون "سي. بي. اس" ان ال "اف.بي.اي" يعتقد "بوجود جاسوس يعمل لحساب اسرائيل" في مكتب وزير الدفاع دونالد رامسفيلد. وان هذا الجاسوس "نقل الى اسرائيل وثائق سرية بينها وثائق تتعلق بمداولات جرت في البيت الابيض حول ايران، كما شارك في بلورة السياسة التي انتهجها البنتاغون في العراق".

ووفقا لتلفزيون "سي. بي. اس" فان من بين الوثائق التي نقلت لاسرائيل مسودة توجيه رئاسي بشأن السياسة الامريكية نحو ايران التي وصفها بوش بأنها تشكل محورا للشر مع العراق وكوريا الشمالية.
وادعى مسؤولون في "ايباك"، اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، انهم لم يسمعوا باسم لاري فرانكلين، إلا عندما وصل المحققون اليه في نهاية الأسبوع!.

الا ان جهاز المخابرات الاسرائيلي يعرف فرانكلين جيدا، حسب ما يقوله شيف في "هآرتس". فقد شارك فرانكلين، في السابق، في العديد من اللقاءات مع مندوبي اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، خاصة الاستخبارات العسكرية.

وحسب شيف، لاحظ الاسرائيليون، خلال السنة الاخيرة، حدوث برود في العلاقات بين جهاز الـ"سي. اي. ايه" و"الموساد" الاسرائيلي.  ونقل عن مصادر اسرائيلية وأميركية ان ذلك يعود الى عدة اسباب، اولها: تسريب مواد سرية سلمتها واشنطن لاسرائيل، على سبيل المثال المعلومات التي سربتها اسرائيل حول النشاط النووي الليبي. وحسب شيف اكتشف الاسرائيليون تشكك واشنطن بهم في وقت لاحق عندما امتنع الاميركيون عن اشراكهم في المفاوضات التي اجروها مع ليبيا لتفكيك مشروعها النووي.

وهناك سبب آخر يورده شيف، هو رفض الموساد الاسرائيلي نقل معلومات مختلفة طلبها جهاز الـ"سي. أي. ايه". وجر ذلك الى رفض الـ"سي. أي. ايه" اشراك اسرائيل بالمعلومات المتوفرة حول ما يسميه شيف "ارهاب القاعدة في شرق افريقيا"، وبل وحتى تجاهل الـ"سي. أي. ايه" لزعم اسرائيلي يتعلق بقيام العراق باخفاء مركبات تستخدم في تصنيع الاسلحة النووية، خارج أراضيه.

كما يورد شيف سببًا ثالثًا، وهو حدوث تراجع في العلاقات بين قادة جهازي الـ"سي. أي. ايه" والموساد، بعد تعيين مئير دغان رئيسا للموساد.

وحسب مصادر اسرائيلية مطلعة على جوهر العلاقات بين الجهازين، تسود خلافات سياسية بينهما على خلفية الصراع العربي - الاسرائيلي.  وقالت هذه المصادر ان جهاز الـ "سي. أي. ايه"، اعتبر، في اكثر من مناسبة، اسرائيل، عاملا مزعجا للعلاقات الاميركية - العربية، كما يتهم جهاز الاستخبارات الاميركي، اسرائيل بالتأثير سلبا على تحسين العلاقات بين سوريا وواشنطن.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية قد أعلنت، بعد ظهرالسبت (28/8/2004)، ان الموظف الأميركي المشتبه بالتجسس لصالح إسرائيل في وزارة الدفاع الأميركية، هو لاري فرانكلين، الذي عمل في قسم الشرق الأوسط وجنوب أسيا، خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

وأضافت الصحيفة ان فرانكلين المشتبه بنقل معلومات تتعلق بسياسة الادارة الأميركية ازاء ايران إلى اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة (ايباك)، ليس يهودياً وسيخرج قريباً إلى التقاعد!

ونقلت الصحيفة عن مصدر اميركي قوله إن "التحقيق مع فرانكلين قد ينتهي بتقديم لائحة اتهام، أقل خطورة من تهمة التجسس". وقدر هذا المصدر أن فرانكلين "قد يُتهم باختطاف وثائق سرية، أو استخدام معلومات سرية بشكل غير صحيح".

وكانت قناة التلفزة الاميركية "سي.بي.اس" قد نشرت، الجمعة، نبأ اشارت فيه الى اشتباه الشرطة الفيدرالية الاميركية (اف.بي.اي) بوجود جاسوس اسرائيلي رفيع المستوى في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) واحتمال ان يكون قد اثر على السياسة الاميركية في الشرق الاوسط.

وقد نفت سفارة اسرائيل في واشنطن هذه التهمة، كما نفاها اللوبي الصهيوني المشتبه حصوله على المعلومات من فرانكلين ونقلها إلى إسرائيل.
واكد تلفزيون "سي بي اس" الذي بثّت خبره قنوات تلفزيونية اميركية اخرى ان الجاسوس على علاقة بمساعد وزير الدفاع بول وولفويتز ودوغلاس فايس، وهما من الشخصيات الرئيسية التي وضعت الاستراتيجية الاميركية في العراق.

وزعم اللوبي الصهيوني "ان جميع الادعاءات المتعلقة بتصرف منظمة "ايباك" او موظفيها تصرفا اجراميا، غير صحيحة وملفقة". واضاف البيان "نتحمل مسئولياتنا كمواطنين اميركيين بكل جدية ولا يمكن ان نجد عذرا او ان نتسامح في ما يتعلق بانتهاك القانون الاميركي أو المس بالمصالح الاميركية. نتعاون مع السلطات الحكومية وسنواصل ذلك".

وقال تلفزيون "سي.ان.ان" نقلا عن مسئول في الشرطة الفيدرالية الاميركية، طلب عدم ذكر اسمه، قوله ان التحقيق مستمر حول هذه القضية ولكن لم يتم اعتقال احد.

واشارت "سي ان ان" ان الـ"اف بي اي" حصلت على صور وتسجيلات لمحادثات هذا الجاسوس المزعوم. واوضحت "سي ان ان" ان الحكومة الاميركية لم تبلغ رسميا الاسرائيليين نبأ اعتقال فرانكلين وفتح تحقيق في قضية التجسس.

ونفى مصدر في الحكومة الاسرائيلية، في حديث للاذاعة الاسرائيلية العامة، ان تكون لاسرائيل علاقة بالجاسوس. وزعم المصدر ان اسرائيل لا تمارس نشاطا استخباراتيا في الولايات المتحدة وانها حريصة على عدم تكرار فضيحة الجاسوس جوناثان بولارد.

المصطلحات المستخدمة:

الموساد, هآرتس, بول, ايباك

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات