ذرفت اسرائيل الدموع على الأموال التي ذهبت هباء (مئة مليون دولار) والمساس الذي لحق بهيبتها العسكرية وقدراتها الردعية جراء فشلها في اطلاق قمر التجسس من طراز "افق 6" أول من امس ليضاف الى فشل اطلاق صاروخ "حيتس" (السهم) المضاد للصواريخ البالستية، قبل اسبوعين.
وتصدرت كلمة "فشل" عناوين الصحف العبرية كافة وكتبت "يديعوت احرونوت" في عنوانها الرئيس: "قمر صناعي تجسسي جديد فقط بعد عامين... تبدد الأمل الكبير برؤية ما يدور في المفاعل الايراني وساحة قيادة أركان الجيش السوري". وجاء في عنوان آخر: "مصادر في المؤسسة الأمنية تقول: "أفق 6" فشل ذريع وضرر أمني فظيع لاسرائيل، انها ضربة قاسية للاستخبارات". وكتبت "هآرتس": "اخفاق "أفق 6" سيمس بقدرات الردع الاسرائيلية أمام الصواريخ". وفي "معاريف": "القمر أعد لينقل في زمن حقيقي معلومات استخباراتية عن الصواريخ الايرانية".
واستهلت اذاعة الجيش الاسرائيلي برنامجها الاخباري الصباحي بالقول: "خسرت اسرائيل قدرات استخباراتية مطورة وانذاراً مبكراً في سباق التسلح مع ايران واستقلاليتها الاستخباراتية ازاء سورية وايران، وخسرت كثيراً من كرامتها ومبلغاً مالياً لا بأس به".
وأعلنت وزارة الدفاع تشكيل طاقم تحقيق خاص فيما ستعقد لجنة برلمانية فرعية مهمتها الإشراف على شؤون الاستخبارات جلسة طارئة للبحث في الفشل وانعكاساته على رغم تباهي رئيسها النائب افرايم سنيه بأن اسرائيل "قوة تكنولوجية عظمى". وكتب المعلق في الشؤون العسكرية في "هآرتس"، امير أورن، انه فضلاً عن الفشل الهندسي والأمني الباهظ ثمة ما ينذر بتسريع التصعيد في العلاقات مع ايران الى درجة صدام عسكري، مضيفاً انه في غياب قمر تجسسي ناجح مثل "أفق 6" ستواجه اسرائيل صعوبات حقيقية في متابعة وتيرة الجهود الايرانية للتزود بصواريخ تحمل رؤوساً نووية.
ورأت مصادر أمنية ان فشل اطلاق القمر التجسسي حدث في فترة بالغة الحساسية أمنياً، وفي وقت تحتاج اسرائيل فيه الى متابعة دقيقة عن كثب وفي كل لحظة لما يدور في ايران وانه من دون "أفق 6" فإن الصورة الاستخباراتية التي ستحصل عليها اسرائيل ستكون أقل جودة وسرعة ودقة خصوصاً وان "أفق 5" الذي ما زال يدور حول الأرض أخفق في رصد معلومات دقيقة عن قاذفات الصواريخ في العراق عشية الحرب عليه. وزادت ان "أفق 6" كان يحمل آلات تصوير ذات قدرة متميزة عالية جداً وأفضل بكثير من تلك التي يحملها "أفق 5".
وتوقع خبراء ان تحتاج المؤسسة العسكرية الى عامين لإطلاق "أفق 7" ليحل محل "أفق 5" الذي ينتظر ان ينتهي مفعوله بعد عام أو اثنين على الأكثر.
(من أسعد تلحمي)