تستعد الوكالة اليهودية، بدعم مباشر من الحكومة الاسرائيلية، لإطلاق حملة تهدف الى استقدام عشرات الآلاف من اليهود الفرنسيين الى اسرائيل، مستغلة ما تصفه بأجواء "معاداة السامية".
وفي باريس قللت مصادر شبه رسمية، وفقًا لما نشرته صحيفة "الحياة"، من أهمية هذه الحملة. وقالت ان السلطات الفرنسية تقوم بواجبها ازاء المواطنين والجاليات كافة، لكنها لا تستطيع منع أي كان من الهجرة لأن هذا قرار يخص اصحابه. وتساءلت هل ان الاوضاع الراهنة في اسرائيل مشجعة على الهجرة اليها؟.
وكشفت صحيفة "معاريف" ان مئات الناشطين في الوكالة وصلوا اخيراً الى فرنسا لتحريك "عملية هجرة غير مسبوقة". ونقلت عن مسؤولة كبيرة في الوكالة كلفت ملف يهود فرنسا قولها ان "الاجواء في فرنسا مهيأة للهجرة وينبغي عدم تفويت الفرصة بل العمل على تسريع اجراءات استيعاب المهاجرين"، معتبرة ان "اللاسامية الاسلامية" هي احد دوافع الحملة، وان ثمة اجواء في الشارع الفرنسي يغذيها اعلام محلي معاد لاسرائيل "منحت الاقلية المسلمة شعوراً بأنه يجوز المساس باليهود وشتمهم والاعتداء على اولادهم ومدارسهم... ما أشاع شعوراً بعدم الامان لدى اليهود ورغبة في تأمين مستقبل اولادهم في مكان آخر". واوضحت ان اجتماعا أولياً عقد، الاسبوع الماضي، بين وزيرة الاستيعاب الاسرائيلية تسيبي ليفني ورئيس الوكالة اليهودية سالاي ميريدور وايلان كوهين مدير مكتب رئيس الوزراء اريئيل شارون، بهدف تحديد سبل مساعدة المهاجرين من فرنسا. واضافت: "سنكثف الجهود من اجل تشجيعهم في هذا الاتجاه، خصوصا عبر حملة اعلامية"، في اشارة الى حوافز مالية وتسهيلات ادارية.
وذكرت الصحيفة ان حوالي 575 الف يهودي يعيشون في فرنسا وان ستة في المئة منهم اعربوا في استطلاع للرأي نشر اخيراً عن استعدادهم للهجرة الى اسرائيل "مع ارتفاع وتيرة الاعتداءات عليهم وقلقهم على مستقبل ابنائهم". ويرى رئيس الوكالة اليهودية وجوب استغلال "الفرصة التاريخية" لاستقدام يهود من الغرب مثقفين وذوي مهن حرة مع ضمان مواصلتهم عملهم في اختصاصاتهم في اسرائيل.