المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 776

 

يرى الاسرائيليون ان الرئيس جورج بوش، بخلاف الكثيرين من المسؤولين الأميركيين، أيد إسرائيل من منطلق ديني. ورغم أن اليهود الأميركيين ينظرون بدرجة من الخوف للتعصب الديني المسيحي في أميركا، فإن اليمين في إسرائيل يقيس هذا التعصب من زاوية المصلحة الإسرائيلية ويرحب به.

 


وهكذا ما إن ظهر للجميع أن بوش وليس منافسه الديموقراطي جون كيري هو الذي بقي في الرئاسة حتى أبدى عدد من المسؤولين الإسرائيليين ارتياحهم. وثمة من يقول إنه إذا كانت هناك دولة في العالم كان يمكنها أن تذهب إلى النوم ليلة الانتخابات الأميركية من دون أي إحساس بالقلق، فإنها إسرائيل فقط. ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن عدم وجود مخاوف كان ينبع أصلا من "شبكة الأمان" التي توفرها الولايات المتحدة لإسرائيل عبر التعهد الرئاسي الذي تبناه الكونغرس والحزب الديموقراطي بالمحافظة على رفاهية إسرائيل وأمنها وتفوقها. وتشعر إسرائيل بأن شبكة الأمان هذه مرتبطة بخطة الفصل وتنفيذها وأنه إذا لم تنفذ إسرائيل الخطة فإن أميركا ستسحب تعهداتها.

وبينما عنونت صحيفة "هآرتس" خبرها الرئيسي في 4/11 بعنوان تقليدي: "فوز بوش بولاية ثانية في البيت الأبيض"، فإن صحيفة "معاريف" عنونت الخبر باعبارة التالية: "الصديق باق"، وعلى المنوال نفسه جاء عنوان صحيفة "يديعوت أحرونوت": "رضى في القدس: بوش جيد لإسرائيل".


مقابل ذلك هناك من يعتقد أن بوش سيطالب أريئيل شارون بتنفيذ تعهداته بخصوص خطة الفصل وإزالة المواقع الاستيطانية العشوائية، وأن بوش الذي صاغ "تصور الدولتين" سوف يحاول تجسيده.

وأشير في هذا السياق إلى ما ذكرته مصادر صحافية إسرائيلية مطلعة، عشية الانتخابات الأميركية، عن أن الإدارة الأميركية رفضت أخيراً قائمة قدمت لها رسمياً بشأن مواقع إستيطانية غير شرعية أقيمت في أنحاء مختلفة من أراضي الضفة الغربية المحتلة في عهد حكومة أريئيل شارون اليمينية.

وأوضحت صحيفة "هآرتس"، التي أوردت ذلك في عددها الصادر يوم الإثنين الأخير، أن الإدارة الأميركية اعتبرت القائمة التي قدمتها لها وزارة الدفاع الإسرائيلية قبل أربعة أشهر "غير كافية".

وفي السياق ذاته أشارت معلومات إسرائيلية إلى أن مستشارة الأمن القومي الأميركي، كونداليسا رايس، أبلغت وزير المالية الفلسطيني، سلام فياض، أنه إذا ساعد الرئيس ياسر عرفات في تمرير خطة الفصل، فإن الولايات المتحدة ستعمل على جعلها جزءا من خريطة الطريق.


وربما لهذا السبب هناك من أشار، بخلاف الرأي السائد، الى إن إسرائيل هي "الطرف الخاسر" في الانتخابات الأميركية. وفي هذا الشأن نشرت "معاريف" خلاصة تقرير وضعته وزارة الخارجية الإسرائيلية بهذا الصدد. ويشير التقرير الى أنه بصرف النظر عمن سيصل أو يبقى في الحكم "فإن البيت الأبيض سيشدد الضغط السياسي على إسرائيل".
وقالت الصحيفة إن التقرير جرى إعداده من جانب فريق مهني في وزارة الخارجية برئاسة نائب المدير العام لأميركا الشمالية يورام بن زئيف بالتعاون مع خبراء خارجيين بمن فيهم البروفيسور ايتمار رابينوفيتش وزلمان شوفال، السفيران سابقا لإسرائيل في الولايات المتحدة.
ويقول التقرير إنه إذا انتخب كيري للرئاسة، فانه سيتوجه إلى تحسين العلاقات مع أوروبا. وفي مثل هذه الحالة سيتحد الاميركيون والأوروبيون في محاولة للتأثير على إسرائيل للعودة إلى خطة خريطة الطريق، والتوصل إلى تسوية نهائية مع الفلسطينيين. وإذا كان بوش هو الذي سيدير الأمور من واشنطن، فانه سيضطر إلى التصدي للمشكلات في العراق، ومحاولة تحسين صورته في العالم العربي، وهما عنصران سيقودان إلى سياسة أقل تعاطفاً مع إسرائيل. بل ان بعض الخبراء ادعوا ان كلاً من المتنافسين سيقلص الدعم الاميركي لإسرائيل في الأمم المتحدة، ولن يستخدم حق النقض (الفيتو) الشامل والتلقائي ضد كل اقتراح مناهض لإسرائيل يطرح في مجلس الأمن الدولي.
ومع ذلك يشير التقرير إلى أنه حتى بعد تنفيذ خطة الفصل، فمن غير المتوقع لإسرائيل فترة "هدوء صناعي". والفرضية هي انه إذا ما تقلص "الإرهاب" الفلسطيني وقلت العمليات الانتحارية، فستتم ممارسة ضغط دولي على إسرائيل لمواصلة التقدم في المسيرة السياسية بعد الخروج من غزة من طرف واحد.

وفي هذا السياق يكتب المعلق السياسي ألوف بن في "هآرتس" أن "الدبلوماسية الشرق أوسطية توشك على التغير من هذا اليوم. اميركا تريد إبراز تدخل أكبر في الساحة الإسرائيلية الفلسطينية بعد الانتخابات الرئاسية بتشجيع من أصدقائها الأوروبيين والعرب".
وفي "يديعوت أحرونوت"، كتب ايتان هابر أن "من الصعب تقدير وتصديق حجم تعلق إسرائيل بالولايات المتحدة، بأمنها، في علاقاتها الخارجية، وباقتصادها. من ناحيتنا، نحن لسنا النجمة الـ51 في العلم الاميركي، نحن النجمة الأولى سلبا وإيجابا. النكتة الممجوجة عن ان إسرائيل تعطس عندما تصاب اميركا بالزكام، لم تعد دقيقة. فحتى الأنفلونزا البسيطة في واشنطن معناها التهاب رئوي حاد في القدس. ويكاد لا يكون مبالغة القول ان حياتنا متعلقة بقدر كبير بالولايات المتحدة، بالرئيس وبالإدارة فيها". ومع ذلك يخلص إلى أن "الولايات المتحدة ليست في جيب أحد، ولا حتى جيب اريئيل شارون. للولايات المتحدة مشكلاتها الخاصة، والنزاع الذي لا ينتهي بيننا وبين الفلسطينيين هو المادة المشتعلة للحريق القادم أيضا. وفي نظر العديد من الاميركيين، نحن "شوكة في المؤخرة"، وحان الوقت، في نظرهم لسحبها من مؤخرة الولايات المتحدة".
الى ذلك  استبعد وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم تعرض اسرائيل لضغوط من الرئيس الاميركي في المرحلة المقبلة، وقال "تعاونا حتى الآن مع جميع الادارات الاميركية وسنواصل هذا التعاون. لا اعتقد انه من الضروري فرض ضغوط، فاسرائيل تريد التقدم على طريق السلام". واعتبر انه "ليس هناك فرق يذكر (بين بوش وكيري) في ما يتعلق بتأييدهما العميق لاسرائيل".
ورحب زلمان شوفال، المستشار الدبلوماسي لشارون، بفوز بوش، وقال "تملك اسرائيل وكل العالم الحر الاسباب كافة للارتياح لهذه النتيجة". واشار الى ان هذا لا يعني "ان كيري كان ليصبح رئيسا سيئا، الا ان فوزه كان سيعتبر انتصارا للارهاب كما حصل في اسبانيا"، في اشارة الى فوز المعارضة الاشتراكية في هذا البلد بعد هجمات 11 آذار على قطارات مدريد.

 

المصطلحات المستخدمة:

اريئيل, يديعوت أحرونوت, هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات