"المشهد الاسرائيلي":
اتفقت مصادر مطلعة على أن "الأمر" الذي وقعه رئيس الوزراء الاسرائيلي, ارييل شارون ووزير "الأمن", شاؤول موفاز, والقاضي "باخلاء" أربع بؤر إستيطانية بمسوّغ أنها "غير قانونية" ليس بالأمر الجدي, بل على العكس يجسد عدم وجود رغبة ملموسة لدى شارون وحكومته لإخلاء مستوطنات كبيرة في الضفة الغربية وعلى رأسها مستوطنة "ميغرون".
ويستند التقدير بشأن عدم جدية الأمر السالف الى حقيقتين ظاهرتين للعيان هما :
*أولاً : يتعلق الامر المذكور بأربع بؤر استيطانية هي "حفات شكيد" و"غينوت آرييه" و"بات عين معراف- معراف" و"حزون دافيد", فيما بؤرة واحدة منها فقط مأهولة بالسكان وهي "غينوت آرييه" التي تقع ضمن منطقة نفوذ مستوطنة "عوفره", حيث تسكن فيها 15-10 عائلة وعدد من العازبين والعازبات (الصحف الاسرائيلية الاثنين 29/12). أما البؤر الثلاث المتبقية فهي غير مأهولة, وواحدة منها تستعمل حظيرة للماعز, هي "حفات شكيد" الواقعة ضمن منطقة نفوذ مستوطنة "يتسهار".
*ثانياً - صحيح أن الأمر المذكور يرتكز الى نظام إداري حكومي جديد ثم استحداثه مؤخراً وأقرَّ من قبل المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية, الياكيم روبنشطاين, وينص على أن "في مكنة الحكومة إتخاذ قرار سياسي باخلاء مستوطنات من غير حاجة إلى إصدار أوامر هدم لتنفيذ ذلك", غير أن مصادر سياسية مخولة صرحت بأن تطبيق القرار لن يتم في غضون الفترة القريبة القادمة وذلك "في سبيل إتاحة الفرصة أمام المستوطنين لتقديم استئناف على القرار".
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت", أمس الإثنين, أن حكومة ارييل شارون شطبت عن جدول أعمالها مسألة إخلاء مستوطنة "ميغرون". وأضافت أن المستوطنين الاسرائيليين رأوا في هذه الخطوة "نكوصاً" من جانب الحكومة الاسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة، من ناحية أخرى، أن هذه الحكومة "اهتمت" بأن تضع المستوطنين في صورة "أمر الاخلاء" المذكور قبل حوالي ثلاثة أسابيع، في إلماح غير مباشر الى أن "الاخلاء" المقرر سيتم على أساس الاتفاق(بين الحكومة والمستوطنين). كذلك نقلت عن عضو الكنيست يوسي سريد, عضو لجنة الخارجية والأمن في الكنيست,قوله إن إلغاء القرار الخاص باخلاء "ميغرون" تم بناء على إتفاق بين شارون وموفاز, وهو ما نفاه ديوان رئيس الوزراء.
غير أن صحيفة "هآرتس" زادت على كل ما تقدم بقولها, نقلاً عن مصادر عسكرية وصفتها بالمطلعة, إن قرار عدم إخلاء "ميغرون" الآن نجم عن "الرمزية التي يتعامل بها المستوطنون مع هذه المستوطنة" ودرءاً لوقوع أية مجابهة معهم بعد إعلانهم أنهم سيعارضون الاخلاء بكل قوة وبعد قيام أحد زعمائهم, وهو بنحاس فالرشتاين, رئيس مجلس بنيامين الاستيطاني, بنقل مكتبه الى هذه البؤرة الاستيطانية في "إطار تصعيد الكفاح لمنع إخلائها".