"المشهد الاسرائيلي":
طبقا للخطة التي اعدتها الهيئة الامنية الاسرائيلية ذات الصلة، فان جدار الفصل سيشمل في الجزء الذي سيقام الى الشرق من مدينة القدس المحتلة مساحة واسعة ستضم، عدا عن مستوطنة "معالية ادوميم"، المنطقة الصناعية "ميشور ادوميم" ومستوطنة "كفار ادوميم"، اضافة الى عدد من القرى الفلسطينية مثل عناتا وحزما. وسيمتد الجدار في طرفه الشرقي حتى "طريق الون" ومنطقة وادي القلط (القريبة من اريحا). هذا ما افادت به "هآرتس" (10/11).
من جهتها لم تتطرق الحكومة الاسرائيلية، عند مصادقتها في الاول من الشهر الماضي على مسار الجدار المخطط، الى خطة بناء الجدار في المنطقة الواقعة الى الشرق من القدس، هذا في الوقت الذي يجري فيه العمل على بناء الجدار في المنطقتين الشمالية والجنوبية للمدينة، وذلك في اطار ما يسمى بـ "غلاف القدس".
وكان مسار الجدار المخطط لاقامته شمال المدينة قد عدل عدة مرات، وكانت هناك نية في المرة الاخيرة لاقامة جدار "مقلص" يؤدي الى اخراج بلدة الرام من حدود مدينة القدس. وعلى ما يبدو فان المسار الجديد يحظى بقبول رئيس الوزراء ارئيل شارون. وبحسب المسار المخطط الذي لم يعرض بعد على الحكومة، فان الجدار سيمتد من الجهة الشمالية للمدينة حتى بلدة الرام (هناك امكانية ايضا بابقاء البلدة داخل الجدار) ومطار قلنديا (منطقة عطروت) ومخيم قلنديا لللاجئين، وسيتجه مسار الجدار من هناك باتجاه الشرق وسط ضم مستوطنة "غبعات بنيامين" (ادم) وصولا الى منحدر وادي القلط (وهي منطقة لا تحتاج الى اقامة جدار نظرا لأن المنحدر ذاته يشكل عائقا طبيعيا) وطريق الون. وفي منطقة مفترق "هشومروني هطوف" سيتجه الجدار الى الجنوب الغربي ليحيط بمستوطنة "معالية ادوميم" ومن ثم سيتصل بالجدار القائم شمال شرق بلدتي ابوديس والعيزرية (بشكل سيؤدي الى ابقاء غالبية سكان البلدتين خارج الجدار).
ومن المقرر ان يتواءم الجدار مع خطة "إي -1" التي اقرتها حكومة بنيامين نتنياهو اواخر ولايتها عام 1999، والتي قامت بتوسيع حدود نفوذ مستوطنة معالية ادوميم بشكل كبير. وعلى الرغم من ان الخطة لا تؤدي الى ضم عدد كبير من السكان الفلسطينيين، الا ان الحديث يدور عن منطقة واسعة جدا اشبه بمساحة المنطقة التي تخطط اسرائيل لضمها في منطقة مستوطنة "ارئيل" شمال الضفة الغربية. ومن المنتظر ان تثير هذه الخطة اذا ما اقرت، معارضة في الولايات المتحدة الاميركية.
ويشار الى ان مسار الجدار المخطط، هو محل خلاف في اوساط الهيئة الامنية. فهناك ضباط في الجيش الاسرائيلي يعتبرون انه ينطوي على ضم مساحات ومناطق واسعة دون مبرر او داع. كذلك فان القائد العام للشرطة الاسرائيلية، شلومو اهرونيشكي، يعتقد بانه يجب الاكتفاء بجدار مقلص اكثر في "غلاف القدس" هذا فيما يؤيد ميكي ليفي، قائد لواء القدس في الشرطة الاسرائيلية جدارا موسعا حول القدس الشرقية.