المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 901

رام الله – وفا - شدد الرئيس ياسر عرفات، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، على أن فلسطين هي وطننا الذي لا بديل له، ولا وطنَ لنا سواه، مؤكداً على أن كل لاجئ فلسطيني يتطلع إلى اليوم الذي يعانق فيه وطنه، ويستعيد هويته الوطنية.وأضاف سيادته في خطاب ألقاه بمناسبة يوم النكبة الذي يصادف اليوم الخامس عشر من أيار-مايو، وبث على الهواء مباشرة على محطات التلفزة المحلية والعربية والدولية، وكذلك عبر شاشات عرض تلفزيونية ضخمة، أمام حشود من الجماهير في ساحة المجلس التشريعي بمدينة غزة، أن شعبنا الفلسطيني لن يقبل الهوان والاذلال، والركوع والرضوخ، والاستعباد الاستعماري للمقدسات، وللأرض والإنسان، لأنه شعب مؤمن عريق وأصيل، وتجري في عروقه دماء الإيمان والكرامة، وحب الوطن، مهما عظمت المؤامرة.

 

وأشار سيادته إلى أنه في هذا اليوم المشؤوم، أقيمت دولة إسرائيل بقوة السلاح، وبالتآمر الأستعماري، على أنقاض وطننا فلسطين، وشُرد شعبنا في وطنه وفي المنفى والشتات والمخيمات، بالمذابح والمجازر، مشدداً على أن شعبنا الفلسطيني ما زال هو الرقم الصعب، في معادلة الحرب والسلام في الشـرق الأوســط، وفي هذا الصراع المديد الذي نخوضه من أجل حقنا في وطنا فلسطين.

وقال سيادته " لقد تساءلوا في البداية أين هو الشعب الفلسطيني؟ فهل يجرؤون اليوم أن يسألوا أين هو الشعب الفلسطيني؟ وهل هناك من يقول اليوم عن شعبنا، بأن الكبار يموتون والصغار ينسون؟

وأكد سيادته على أن شعبنا الفلسطيني فرض نفسه وقضيته على معادلة الشرق الأوسط، وعلى جميع المحاولات لشطبه ولتغييبه، وتحويله إلى شعب مشرد في الشتات والمنافي والمخيمات.

وجدد سيادته على تمسكنا بخيار السلام، الذي وقعناه مع شريكنا الراحل إسحق رابين، وأنه خيارنا الإستراتيجي، ولكن غطرسة القوة وضخامة المؤامرة، رفضت وترفض خيارنا من أجل السلام العادل والدائم والشامل، في فلسطين وسوريا ولبنان والمنطقة كلها، طبقاً للشرعية الدولية وقراراتها 242، 338، 425، 194، 1397 وغيرها من القرارات والاتفاقات، وآخرها خارطة الطريق.

وقال السيد الرئيس أنه واهم من يعتقد أن السلام الزائف يمكن أن يخدع شعبنا، فلا سلام بغير الانسحاب الإسرائيلي الكامل من كل أرضنا الفلسطينية والعربية، وإلى خط الرابع من حزيران، وهذه المستوطنات اللاشرعية، التي تسرق أرضنا وأمننا وحريتنا، يجب أن تزول، ولا بد أن يرحل المستوطنون عن أرضنا الفلسطينية، فلا يمكن للسلام أن يتحقق، وللأمن أن يدوم في ظل الاحتلال والاستيط

وفيما يلي نص الخطاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

"ونر يد أن نمن على الذين إستضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض"

صدق الله العظيم

يا شعبنا الفلسطيني البطل في الوطن والشتات

يا أخوتنا الأحبة في وطننا العربي الأصيل

يا أصدقاءنا الأحرار والشرفاء في العالم

يا أهلنا الصامدين في مخيمات الصمود والعودة

يا أبناءنا وفلذات أكبادنا في سجون الاحتلال ومعتقلاته

يا أجيالنا الصاعدة في ساحات الشجاعة والشرف والكرامة الوطنية

إن المؤامرة الاستعمارية الصهيونية الكبرى، على أمتنا العربية ووطننا فلسطين، والتي بدأت في المؤتمر الصهيوني، سنة 1897 في بازل بسويسرا، بلغت ذروتها المشؤومة، يوم 15 أيار 1948. ففي هذا اليوم المشؤوم، أقيمت دولة إسرائيل بقوة السلاح، وبالتآمر الأستعماري، على أنقاض وطننا فلسطين، وشُرد شعبنا في وطنه وفي المنفى والشتات والمخيمات، بالمذابح والمجازر. وهل ينسى العالم، وهل ينسى شعبنا مذبحة دير ياسين وقبية ونحالين، وغيرها من المذابح عام 1947 وعام 1948 وما بعدها؟

في عام 1947، فرضت القوى الاستعمارية المسيطرة على الأمم المتحدة في ذلك الحين، تقسيم وطننا فلسطين إلى دولتين: فلسطينية عربية، وإسرائيلية يهودية، ولكن دولة فلسطين لم تقم ولم تر النور، دون أدنى إعتبار لما قررته هذه الشرعية الدولية لشعبنا، في الاستقلال والدولة، في أرض فلسطين التاريخية.

وكان على شعبنا الفلسطيني أن يختار طريقاً من طريقين، فإما طريق الزوال والاندثار، وإما طريق الصمود والتحدي، والتمسك بحقه في وطنه الأبدي فلسطين. ولم يتردد شعبنا الفلسطيني، شعب الجبارين، في إختيار طريق الرباط، في أرض الرباط التي باركها العلي القدير، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، ومهد ورفعة سيدنا المسيح (عليه السلام).

فليس شعبنا من يقبل الهوان والاذلال، أوالركوع والرضوخ، أوالاستعباد والاستعمار للمقدسات المسيحية والإسلامية، وللأرض والإنسان، لأنه شعب مؤمن عريق وأصيل، وتجري في عروقه دماء الإيمان والكرامة، وحب الوطن وحب الأمة، مهما عظمت المؤامرة.

لأن فلسطين هي وطننا، أرض الرباط والأرض المقدسة، وطننا ووطن آبائنا وأجدادنا، ووطن أحفادنا وأجيالنا الصاعدة. إن فلسطين هي وطننا الذي لا بديل له، ولا وطنَ لنا سواه. وكل لاجئ فلسطيني يتطلع إلى اليوم الذي يعانق فيه وطنه، ويستعيد هوية الوطن، وكرامة المواطن في وطنه فلسطين.

بسم الله الرحمن الرحيم

"الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلاّ أن يقولوا ربنا الله"

صدق الله العظيم

يا شعبنا الفلسطيني الصامد في أرض الرباط يا أمتنا العربية المجيدة

نحن شعب الجبارين، شعب طائر الفينيق، والرقم الصعب، في معادلة الحرب والسلام في الشـرق الأوســـط الآن، هـذا هو وضعنا وحقيقتنا، في هذا الصراع المديد الذي نخوضه من أجل حقنا في وطننا فلسطين.

لقد تساءلوا في البداية أين هو الشعب الفلسطيني؟ فهل يجرؤون اليوم أن يسألوا أين هو الشعب الفلسطيني؟ وهل هناك من يقول اليوم عن شعبنا، بأن الكبار يموتون والصغار ينسون؟ وماذا يقولون عن الفارس الفلسطيني فارس عودة، الشبل الذي يتحدى الدبابة بالحجر، ويسقط شهيداً في سبيل المقدسات والوطن والحرية؟

إن الحقيقة الفلسطينية اليوم، صارخة وناصعة على مستوى العالم كله، ولا أحد يقوى على إنكارها وتجاهلها، لأن فارس عودة، قال كلمة كل فلسطيني، قبل أن يسقط شهيداً بنيران الدبابة الإسرائيلية: إما الوطن والحرية والاستقلال، وإما الشهادة في سبيل الله والوطن والكرامة.

وعلى مدى الخمسة وخمسين عاماً الماضية سقط الشهداء والجرحى، في سبيل حرية الوطن وعودة أبنائه، واليوم يقبع في سجون الاحتلال ومعتقلاته، الآلاف من الفلسطينيين والفلسطينيات، لأنهم يرفضون الاحتلال والاضطهاد، ويصرون على الحرية والاستقلال، ولهم التحية ولهم الوعد، والعهد والقسم، بأن حريتهم وخلاصهم، هي همنا الأكبر، وهدفنا الأسمى، فحريتهم هي حرية الوطن.

وفي مدن فلسطين ومخيماتها، وبلداتها وقراها، وسهولها وجبالها وغاباتها وسواحلها، سقط في السنتين الأخيرتين أكثر من سبعين ألف شهيد وجريح، وهم يدافعون عن حرية الوطن ومقدساته الإسلامية والمسيحية وإستقلاله، ولهم كل التحية والإكبار، فهم مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا، الذين يجودون بدمائهم في سبيل الاستقلال والحرية، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بعونه تعالى "وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة"، " أن الله لا يخلف وعده".

فبإيماننا وبتضحياتنا، وبوحدتنا الوطنية وصلابتنا، فرض شعبنا نفسه وقضيته على معادلة الشرق الأوسط،وعلى جميع المحاولات لشطبه ولتغييبه، وتحويله إلى شعب مشرد في الشتات والمنافي والمخيمات. واليوم فالحقيقة السياسية التي لا مراء فيها، أن الحرب تندلع من فلسطين، والسلام يبدأ من فلسطين، الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وقد أعلنّا أن خيار السلام، سلام الشجعان الذي وقعناه مع شريكنا الراحل إسحق رابين، هو خيارنا الإستراتيجي، ولكن غطرسة القوة وضخامة المؤامرة، رفضت وترفض خيارنا من أجل السلام العادل والدائم والشامل، في فلسطين وسوريا ولبنان والمنطقة كلها، طبقاً للشرعية الدولية وقراراتها 242، 338، 425، 194، 1397 وغيرها من القرارات والاتفاقات، وآخرها خارطة الطريق.

وواهم من يعتقد أن السلام الزائف، يمكن أن يخدع شعبنا، فلا سلام بغير الانسحاب الإسرائيلي الكامل من كل أرضنا الفلسطينية والعربية، وإلى خط الرابع من حزيران، وهذه المستوطنات اللاشرعية، التي تسرق أرضنا وأمننا وحريتنا، يجب أن تزول، ولا بد أن يرحل المستوطنون عن أرضنا الفلسطينية. فلا يمكن للسلام أن يتحقق، وللأمن أن يدوم في ظل الاحتلال والاستيطان.

إننا مع السلام العادل والدائم والشامل، سلام الشجعان، مقابل الانسحاب الكامل من أرضنا الفلسطينية والعربية، وهذا المبدأ الذي قررته القمة العربية، بمبادرة من الأمير عبدالله، ولي العهد السعودي، هو أساس مبدأ مؤتمر مدريد للسلام وواشنطن والقاهرة وشرم الشيخ وطابا والواي ريفر وباريس وغيرها، ومبدأ الأرض مقابل السلام.

وفي الوقت الذي تشتد فيه المؤامرة، ويكثر فيه المتآمرون علينا وعلى المنطقة كلها، فإني أناشد شعبنا وأمتنا العربية الأصيلة، لتوحيد الصفوف في سبيل إستعادة أراضينا المحتلة، وفي سبيل حريتنا، وحماية المقدسات المسيحية والإسلامية، في الأرض المباركة ومواجهة هذا العصف الذي يمر بنا جميعاً في المنطقة، وإنا بعونه تعالى لمنتصرون.

أخواتي وإخواني الأبطال

إنني أدعوكم جميعاً إلى الإنضباط الوطني، وإحترام النظام العام والتكافل الاجتماعي، ومد يد العون من القادر إلى المحتاج فنحن في سفينة الحرية متضامنين متكافلين متوحدين، وهذا هو مصدر قوة شعبنا وشموخه الوطني في وجه أعتى المتآمرين، وما يملكونه من آلة الحرب والدمار.

أتوجه إليكم جميعاً بالتحية، وأشد على أياديكم فرداً فرداً، إمرأة أو شيخاً أو رجلاً أو شبلاً أو زهرةً، وأقول لكم: هذا الوطن، وهذه المقدسات المسيحية والإسلامية، والقدس الشريف وغيرها، من مدننا المقدسة والحبيبة وقرانا ومخيماتنا هي أمانة في أعناقنا جميعاً، وعهدي بكم، أن تحفظوا الأمانة وأن تصونوها بالمهج والأرواح.

بسم الله الرحمن الرحيم

"وإصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون"

صدق الله العظيم

والسلام عليكم ورحمة الله

 

المصطلحات المستخدمة:

الصهيونية, مؤتمر مدريد

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات