المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 1183

البيرة - 5-4-2003 – وفا - ودعت فلسطين اليوم، أحد أبرز أعلامها وكتابها الوطنيين والنقاد العصريين ورموزها الثقافية، الفقيد عزت الغزاوي، وكيل وزارة الثقافة ورئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين.ولم يستطع المئات ممن عرفوا الأديب الغزاوي مشاهدته مسجى في أحد المركبات بالقرب من "مسجد جمال عبد الناصر" لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة والقصيرة، فسرعان ما انهمرت الدموع من عيونهم، لرحيله المفاجئ، وفي فترة عصيبة تمر بها القضية الفلسطينية والعربية، هي بأمس حاجة لمثله.

 

وشارك مئات المثقفين والكتاب والأكاديميين والصحفيين والسياسيين من مختلف محافظات الوطن، في تشييع جثمانه وسط حزن وألم شديد لوفاته.

واخترق موكب التشييع شوارع المحافظة، انطلاقاً من "مسجد البيرة الكبير" باتجاه مقبرة الشهداء بجبل الطويل. حيث دفن ابنه الشهيد رامي الذي سقط قبل عدة سنوات برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، وألف له والده الفقيد رواية مشهورة عن حياته والطموح الذي قتله الاحتلال.

وعبر السيد صخر حبش، ممثل السيد الرئيس عن الحزن والآسى لفقدان أحد أبرز الكتاب الفلسطينيين.

واستذكر في كلمة له أمام المشيعين مواقفه المميزة ككاتب ومثقف، والذي لم يستطع أن يفصل هذه الواقعة المؤلمة عما يجري على أرض فلسطين وفي العراق الشقيق، حيث أن "المعركة الحضارية الحالية تحتاج لأمثاله".

وقدم السيد حبش تعازيه القلبية الحارة باسم السيد الرئيس لأسرة الفقيد والشعب الفلسطيني عموماً.

وأكد أن الشعب الفلسطيني لم يفقد مجرد كاتب مبدع، بل إنسانا اتسم بكثرة تواضعه رغم الجوائز الكثيرة التي نالها في الأدب والإبداع والترجمة.

وتابع أن " ما يعوضنا عن ذلك هو الإخلاص لرسالة الإبداع والانتماء الوطني التي امتاز بها الفقيد الغزاوي".

من جهته عبر السيد ياسر عبد ربه، وزير الثقافة والإعلام، عن الحزن والألم الذي أصاب المؤسسات والحركة الثقافية الفلسطينية التي خسرت الكثير برحيل هذا الرائد دون أن يكتمل الربيع الثاني والخمسين من عمره.

وأكد عبد ربه الذي عرف الفقيد عن قرب، أن رحيله خسارة للقضية الفلسطينية والحركة الوطنية، كونه كان من الكتاب المدافعين عن قضيته والمعبرين عن آلام شعبه.

ووصف السيد عبد ربه الفقيد بأنه كان إنساناً صادقاً مع نفسه ومع الآخرين، متمسكاً بأقدس شيء وهو الحرية والوطن ".

ومما قاله السيد عبد ربه بعد انتهاء مراسيم دفن الفقيد غياب "أبو جاد" كان مبكراً لأنه توفي قبل أن يرى حرية بلاده، مما يستدعي الإخلاص للأهداف والغايات التي مضى وضحى بفلذة ابنه رامي من أجلها.

واستذكر السيد مفيد عبد ربه في كلمته باسم عائلة الفقيد ذكرى الطفولة التي عاشها الفقيد، في قرية قاقون المهجرة التي طرد منها أهله بقوة السلاح الاحتلالي، معرباً عن تقديره للجماهير الغفيرة التي واست أسرته.

وتحدث السيد محمد أبو زيد ممثل الجامعات الفلسطينية بألم عميق عن فقدان زميل عزيز امتاز بمناصرة الحق، والإبداع الخلاق، وحب قضية شعبه.

يذكر أن الفقيد الغزاوي ليس إنسانا عادياً، فبالرغم من صغر سنه كان نابغة وحصد عدد كبير من الجوائز النقدية والأدبية من أبرزها جائزة فلسطين في الرواية، وجائزة الحرية في النرويج، وكان من أبرز مؤسسي اتحاد الكتاب الفلسطينيين.

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات