أفرجت محكمة إسرائيلية أخيرًا عن الشاب توفيق فقرا من قرية البعينة في الجليل فارضة عليه الحبس المنزلي لمدة أسبوعين بعد اعتقاله من قبل الشاباك مدة 22 يوما للتحقيق معه بتهمة محاولة خطف طائرة. وكان الشاب توفيق فقرا قد اعتقل في منتصف شهر أيلول الماضي على يدي المخابرات الإسرائيلية فور وصوله إلى البلاد عقب قضائه ثلاث سنوات في السجن والإقامة الجبرية في تركيا اثر إدانته بالقيام بـ"الشغب" داخل طائرة إسرائيلية فيما هي فوق أجواء اسطنبول.
أفرجت محكمة إسرائيلية أخيرًا عن الشاب توفيق فقرا من قرية البعينة في الجليل فارضة عليه الحبس المنزلي لمدة أسبوعين بعد اعتقاله من قبل الشاباك مدة 22 يوما للتحقيق معه بتهمة محاولة خطف طائرة. وكان الشاب توفيق فقرا قد اعتقل في منتصف شهر أيلول الماضي على يدي المخابرات الإسرائيلية فور وصوله إلى البلاد عقب قضائه ثلاث سنوات في السجن والإقامة الجبرية في تركيا اثر إدانته بالقيام بـ"الشغب" داخل طائرة إسرائيلية فيما هي فوق أجواء اسطنبول.
وفقرا، الذي كان يدرس في كلية "سفير" موضوع الحسابات، سافر في تشرين الثاني 2002 على متن طائرة "العال" الإسرائيلية إلى اسطنبول لقضاء إجازة ترفيهية لبضعة أيام في تركيا وقبيل بلوغ الرحلة الجوية مرماها نشب نقاش وتلاسن بين فقرا وبين المضيفة داخل الطائرة سرعان ما اتهم على أثره بمحاولة خطفها بعد أن سقطت من جيبه قصاصة أظافر اعتبرت "سكينا".
في حديث لـ"المشهد الإسرائيلي" داخل منزله استذكر توفيق فقرا (26 عاما) ما جرى قبل ثلاث سنوات وأشار إلى أن تلك كانت الرحلة الجوية الأولى في حياته وانه كان قد نهض من مقعده لدخول الحمام بيد أن إحدى المضيفات داهمته بالصراخ طالبة إليه الجلوس. وأضاف "حاولت أن أوضح لها أن الأمر غير قابل للتأجيل لكنها واصلت صراخها موجهة لي الكلمات النابية بعدما اكتشفت هويتي القومية وما هي إلا لحظات حتى انقض علي رجال الأمن الإسرائيليون وانهالوا علي بالضرب وطرحوني أرضا حتى كدت افقد وعيي لشدة اللكمات التي تلقيتها في كافة أنحاء جسمي بدون رحمة رغم استغاثاتي وتوضيحي أن كل ما اطلبه دخول الحمام".
وبعد تسليمه للسلطات التركية في ذات اليوم كانت السلطات الإسرائيلية ووسائل الإعلام الإسرائيلية قد أعلنت عن إحباط محاولة لاختطاف طائرة إسرائيلية وسط ضجة إعلامية مدوية تقطر بالتهويش والإثارة والتحريض.
وبعد التحقيق معه قدمت النيابة التركية ضد الشاب الفلسطيني لائحة اتهام بالقيام بأعمال شغب داخل الطائرة فحكم بالسجن الفعلي لمدة عام ونصف العام على أن يبقى بعد ذلك رهن الاعتقال المنزلي لمدة عام ونصف العام أخرى وذلك في بيت استأجره على نفقته خلال هذه المدة. وأوضح توفيق أنه خلال الشهر الأول من السجن التركي أودع في زنزانة بمساحة مترين مربعين. وأضاف "بقيت شهرا أكابد الخوف والبرد والجوع حتى كدت أن أصاب بالجنون فأنا لم أخطط لخطف طائرة ولا يحزنون".
واعتبر فقرا أن عنصرية المضيفة الإسرائيلية التي حرمته قضاء حاجة إنسانية وقيامها بالصراخ قد أدت إلى استنفار رجال الأمن والى نسج قصة اختطاف لا أساس لها لافتا إلى أن المحكمة ما كانت تفرج عنه لولا براءته من تهمة محاولة الاختطاف. وقال "بقيت سنة ونصف السنة داخل السجن وحدي دون أن أتكلم مع احد ليل نهار وهذا أقسى من مصادرة الحرية ذاتها". وبعد الإفراج عنه اضطرت أسرته الفقيرة بمساعدة الأقارب إلى استئجار شقة صغيرة أمضى فيها عاما ونصف العام في حبس منزلي ليس بوسعه إلا مشاهدة التلفاز فيه.
وقد تقاطر أهالي قريته الصغيرة على زيارة توفيق وتهنئته بالسلامة داخل منزل الأسرة الذي تحول إلى مناسبة سعيدة ملأته دموع الفرح بعناق ولقاء الابن العائد، كما أكد والده الذي أضاف "الحمد لله على انتهاء الأيام السوداء وبدء ظهور الحق فابني همّ بزيارة استجمامية لأربعة أيام تحولت إلى كابوس عمره نحو ثلاث سنوات". واعتبر أبو توفيق انه وأسرته وقعوا ضحية التحريض على الإسلام والمسلمين بتهمة الإرهاب التي باتت موضة منتشرة بعد أحداث سبتمبر/ايلول2001. وأكد توفيق من ناحيته أنه يستعد فور انتهاء الحبس المنزلي لاستئناف دراسته نافيا أي نية في تقديم شكوى ضد أحد. وأضاف "ما أبحث عنه هو ممارسة حريتي كإنسان طليق وعادي".
يذكر أن شركة "العال" وشركات أجنبية أخرى رفضت نقله على متن رحلاتها الجوية من اسطنبول إلى البلاد فظل عالقا هناك أكثر من عشرة أيام إلى أن وافقت شركة الطيران الأردنية على ذلك بعد تدخل النائب أحمد الطيبي، كما أكد الوالد أبو توفيق فقرا.
وأشار أبو توفيق إلى أن مأساة نجله تسببت له بخسائر مادية طائلة جراء تسديد أجرة المحامين من البلاد وفي تركيا إضافة إلى استئجار شقة لمدة سنة ونصف السنة في اسطنبول إلى جانب نفقات الحياة اليومية. وأضاف "بهذه المناسبة أشكر أقاربي الذين آزروني ماديا ومعنويا". وشدد أبو توفيق على أن وسائل الإعلام الإسرائيلية هي التي اتهمت ودانت في بداية الأمر قبل أن تعود إلى صوابها وتبدأ بالبحث والتحقيق وإثارة التساؤلات بدلا من تبني رواية أجهزة الأمن وشركة "العال" بشكل أعمى كما يحصل دائما حينما تكون جهة عربية لها علاقة بموضوع النشر. وتابع "صحيح أن وسائل الإعلام الإسرائيلية عادت وعدلت موقفها مهنيا لكننا نستحق تقديم اعتذار منها بعد أن ذبحتنا بسكينها".
يشار إلى أن والد توفيق فقرا سبق أن كشف أنه تعاقد مع صحيفة "معاريف" على نشر كافة تفاصيل القضية بشكل حصري فيها.
(من وديع عواودة)