المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

* مندوب "المشهد الاسرائيلي" يستطلع آراء ممثلي الأحزاب والحركات السياسية الفاعلة بين الفلسطينيين في إسرائيل حول الدعوة التي وجهت إلى البعض واستثنت البعض الآخر للنقاش في موضوع يفترض أنه يهم الجميع، الآن ودائمًا * رئيس لجنة المتابعة العليا، الذي تلقى الدعوة متأخرة، يعتذر مع التنويه للجهة الداعية بأن للجماهير الفلسطينية في الداخل "عنوانًا جماعيًا لمثل هذه النشاطات"..

كتب: فراس خطيب

النقاش حول دعوة رؤساء الأحزاب العربية وبعض أعضاء الكنيست العرب في إسرائيل للمشاركة في ندوة بعنوان"إستراتيجية التواصل مع فلسطينيي 48"، والتي ستعقد بين25-27/4/04، في القاهرة تحت رعاية الجامعة العربية، بات يحمل طابعاً جديداً في سياقه، فلم يكن هذا النقاش مطروحاً نظراً لعدم وجود آليات تخدمه أبداً، ولكن مع هذه الدعوة تعددت المواقف، فجميع الأحزاب بالإضافة الى "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية" تؤيد التواصل مع العالم العربي لا بل تطمح في زيادته مستقبلاً، لكن "إنتقائية الدعوة التي إبتعدت عن التمثيلية"، على حد قول البعض، خلقت نقاشاً واسعاً حول الموضوع. فمن هم المدعوون وعلى أي أساس؟ وإذا كانت لجنة "المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل" هي الجسم الممثل الوحيد فلماذا وزعت الدعوات بشكل شخصي، وتلقى رئيسها شوقي خطيب الدعوة متأخرة في 4/13 علماً بأن الموضوع قد طرح قبل عدة أسابيع؟ ماذا عن موضوع الندوة؟ هل ستكون ندوة عابرة أم أنها بداية لنهاية عهد من الإنقطاع وعدم التواصل، وإذا كانت الأحزاب ترغب في التواصل، ما هو العائق الحقيقي أمام مثل هذه المبادرة؟ .

بدأ الموضوع عندما وجهت الدكتورة ناديا مطلق، رئيسة مركز الدراسات الإستراتيجية في جامعة القاهرة، دعوات الى عدد من الشخصيات السياسة والاكاديمية وهم: النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية،النائب د. أحمد طيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير، د. عزمي بشارة، رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، النائب طلب الصانع، النائب السابق عبد الوهاب دراوشة، رئيس الحزب العربي الديمقراطي، الشيخ إبراهيم صرصور، رئيس الحركة الإسلامية (الجناح الجنوبي)، الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية (الجناح الشمالي). أما من الشخصيات الأكاديمية فقد دعي كل من البروفيسور ماجد الحاج، د. ثابت أبو راس، د. نايف خالدي. وفي وقت دعي أيضًا شوقي خطيب، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ورئيس مجلس محلي يافة الناصرة.

وقد خيمت الضبابية على دعوة رئيس لجنة المتابعة العليا، الذي إعتذر بعد يوم واحد من تلقيها، وبعث برسالة الى المنظمين شكرهم فيها على الإهتمام في شؤون وقضايا الجماهير العربية في إسرائيل، معتذراً عن القدوم. وقد حصلنا في "المشهد الإسرائيلي" على نسخة من رسالة خطيب، التي جاء فيها:

"تلقيت ببالغ الشكر والتقدير يوم الثلاثاء 4/13 دعوتكم للمشاركة في الندوة الهامة حول "إستراتيجية التواصل مع فلسطينيي 48" والتي ستعقد في القاهرة.

وعلمت أنكم قمتم بدعوة عدد من قيادات الأحزاب والحركات السياسية الفاعلة لدى الجماهير العربية الفلسطينية في اسرائيل، إضافة الى عدد من الاكاديميين والمختصين العرب، بشكل مباشر للمشاركة فيها والمساهمة في أبحاث وأعمال هذه الندوة وفي مواضيعها متعددة الجوانب، وفي هذا السياق إذ نحيي ونبارك مثل هذه الخطوة ونبارك مثل هذه المبادرات والمشاركات الحزبية والشخصية، فإننا نشير في الوقت نفسه إلى ان للجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل، كأقلية قومية في وطنها، هيئات ولجانا وطنية قيادية تمثيلية وحدوية، تمثل عنواناً جماعياً لهذه الجماهير وهذه الهيئات، وهي لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في اسرائيل، واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية في اسرائيل..إننا وفي هذه المناسبة نؤكد على تقييمنا عاليا لخطوات تهدف لتعزيز التواصل بيننا وبين الشعوب العربية أينما كانت، وترسيخ الحوار من خلال اننا مواطنون في دولة إسرائيل وكأقلية قومية تستمد شرعيتها من كونها صاحبة الوطن في وطنها وليست بغريبة عنها.

كما أرغب في اعلامكم أن الجماهير العربية وقياداتها في إسرائيل في إطار لجنة المتابعة العليا وبالتعاون مع المجتمع المدني والجمعيات والمنظمات الأهلية غير الحكومية وبمشاركة باحثين اكاديميين في صدد إجراء دراسة شاملة وبحث إستراتيجي شمولي بشأن تنظيم نضالنا الجماعي في اطار هذه الهيئة التمثيلية الوحدوية الجماعية وبشأن موقع ودور الجماهير العربية داخل إسرائيل من اجل حقوقنا القومية والمدنية، نحو تحقيق سلام عادل وشامل ومساواة حقيقية.. وفي هذا الإتجاه فإننا في طور الإعداد لمؤتمرعام وشامل للجماهير العربية سيجري تنظيمه في بداية شهر حزيران القادم إضافة الى أيام دراسية وأبحاث متعددة بهذا الخصوص.. نتمنى لندوتكم النجاح".

من جانب آخر قال النائب جمال زحالقة، رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي، إنه يحترم هذه الدعوة التي تؤكد وجود من يهتم بكفاحنا. ولكنه تساءل: "الدعوة نظمت بطريقة غريبة ولم تتم الإستشارة من أجل فهم الوضعية كما يجب. نحن حريصون على هذا التواصل وفي نفس المقدار نود أن تكون هذه الندوة لها أبعادها. فلا يعقل أن نبني ندوة ثقافية أكاديمية مع تجاهل قوى أكاديمية وأبحاث سياسية". وفي نهاية حديثه لم يخف زحالقة تخوفه من تلك الخطوة: "أخشى ما أخشاه أن تكون هذه الندوة مجرد ظاهرة عابرة".

"الحركة الاسلامية" تشارك بجناحيها

تلقى الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية (الجناح الشمالي)، دعوة متأخرة للمشاركة، لكن هذا التأخير لم يمنعه من تأييد المشاركة والتواصل، فقد قال لـ "المشهد الإسرائيلي": "منذ فترة طويلة والحركة الإسلامية تنادي بالتواصل بين الاقلية العربية في البلاد وبين العالم العربي والإسلامي، شعبياً ورسمياً. صحيح ان الجامعة العربية في هذه المرحلة تحديدا هي في أسوأ واكثر صورة قاتمة في ذهن المواطن العربي، لكن الجامعة العربية هي بوابة التواصل والحركة الإسلامية مع هذا التواصل"..

(*)"المشهد الإسرائيلي": لم تتم دعوة رئيس "لجنة المتابعة العليا" التي تمثل الجماهير العربية، وهذا التواصل من الممكن ألا يكون شاملاً، فرئيس لجنة المتابعة دعي متأخراً ولم تكن دراسة مسبقة لشخص المشاركين؟

(*)"انا أعتبر ان الدعوة المتأخرة لرئيس لجنة المتابعة العليا هي خطأ نحن ضده. ودعوة الحركة الاسلامية جاءت متأخرة هي أيضاً، وبعد علمنا بعدم دعوة رئيس لجنة المتابعة، قمنا بالاتصال بالجهاز المسؤول في محاولة لتصليح الخطأ وتم تداركه. لكن في نفس الوقت مفهوم الندوة يتمثل برؤية كل حزب بالواقع ولا يمكن للجنة المتابعة ان تلم بمواقف التيارات كلها، يعني مثلا لا اقبل ان يكون طرح الحزب الفلاني في رؤيته للواقع يمثل الحركة الإسلامية. والعكس هو الصحيح أيضًا".

(*)"المشهد الإسرائيلي": كيف ستقبلون بالطرح الاكاديمي علماً بأن للحركة الإسلامية طرحا مختلفا من حيث سياقه؟

(*)" نحن بإنتظار البرنامج المعدل، لنا فيه ورقة سنقدمها، اذا لم يتم تعديل البرنامج وإعطاؤنا فرصة للطرح سيكون لنا موقف جديد".

اما النائب عبد المالك دهامشة من الحركة الإسلامية (الجناح الجنوبي)،فلا يشغل الموضوع عنده عنصراً اساسياً، فهو غير مطلع أصلاً على آخر التطورات. أبلغناه نحن بآخر التطورات، بعدما قال لنا إنه لم تتم دعوة رئيس لجنة المتابعة العليا إضافة الى الحركة الإسلامية الشق الشمالي. وقال معقباُ على المعلومات الجديدة: "جيد ان الامور على ما يرام الآن. سيشارك ممثلنا ابراهيم عبدالله صرصور، رئيس الحركة الاسلامية (الجناح الجنوبي)، نحن مشاركون".

النائب محمد بركة: لا يجوز خلط الأوراق..

النائب محمد بركة، وهو من المدعوين للندوة، أكد على ضرورة المشاركة. وأكد أيضًا: "طبعاً سنشارك"، وفي رد على سؤالنا "لماذا طبعا"؟ قال: "هذه الندوة سياسية ومطلوب منا تقديم مداخلة حول مواقفنا في الموضوع".

(*) "المشهد الإسرائيلي": كيف ترى إلى عدم دعوة رئيس "لجنة المتابعة العليا" ووصول دعوته متأخرة فيما بعد؟..

(*) "هذه ندوة سياسية أكاديمية من الممكن ان تكون في القاهرة او في تل ابيب أو في برلين، ولذلك هذا امر منوط بالمنظمين، هذه ليست لجنة تمثيلية، كان من المفروض ان تتم دعوة رئيس لجنة المتابعة العليا وقد تمت دعوته وهكذا نتعامل، فلو كان الوفد تمثيلياً عندها سيكون نقاش آخر، ولن ً أخطو سنتمتراً واحداً من دون دعوة رئيس لجنة المتابعة العليا".

(*) "المشهد الاسرائيلي": الشخصيات الأكاديمية المدعوة لن تعرض الصورة كاملة، وهناك من يقول إنه ستبقى هناك حلقة ضائعة في النقاش حول الأبحاث الأكاديمية؟ .

(*) "الشخصيات الاكاديمية المدعوة هي صاحبة إختصاص من الطراز الاول، على رأسهم البروفيسور ماجد الحاج. ولا يمكن تمثيل المجال الاكاديمي في ندوة واحدة ومن الصعب ان نجد من خلال ندوة واحدة كل المختصين، هذا كان إجتهاد، وهذا الاجتهاد مقبول علي".

(*) "المشهد الاسرائيلي": لكن المشاركة، على حد علمنا، تلقى خلافات عديدة داخل صفوف الحزب الشيوعي الاسرائيلي والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة؟

(*) "لا توجد خلافات داخل الجبهة والحزب، بل هناك موقف موحد.. هناك من قال إنه يجب ان يكون الوفد تمثيلياً ونحن نرفض في الحزب والجبهة هذا التوجه. هذه مواقف غير مسؤولة وتخلط الأوراق في قضية تمثيل الشعب الفلسطيني، ومواطنتنا داخل إسرائيل وساحة عملنا السياسي. هناك اتفاق واجماع على ضرورة عرض مواقفنا".

(*) "المشهد الاسرائيلي": زميلك النائب عصام مخول ضد المشاركة..

(*) "هو ليس ضد المشاركة، لكنه بنى موقفه الاولي على أساس معلومات خاطئة".

النائب عصام مخول: هذه جامعة العجز العربي!

(*)"المشهد الاسرائيلي": لماذا لم تتم دعوتك إلى ندوة القاهرة، مع أنك سكرتير الحزب الشيوعي؟

(*) مخول: "هناك أصلاً في الحزب الشيوعي موقف من أجل عدم المشاركة في مثل هذه النشاطات التي ترعاها الجامعة العربية. هذه الندوة ليست السياق الصحيح والمفيد للجماهير العربية خاصة في الظروف التي نمر بها، هذه الجامعة تقترب من ان تكون جامعة العجز العربي، وهذا ما شهدناه مؤخراً، فهي لم تقل ما هو مندد بالجرائم التي يرتكبها الإحتلال الأمريكي في العراق وحول جرائم الفلوجة، ويبقى السؤال: هل نحن معنيون بأن نضع بيضنا في هذه السلة؟ هل نحن نعتقد ان الجامعة العربية، التي لا تجرؤ على التنديد بتصريحات شارون- بوش بالأمس والتي تلغي الحق الفلسطيني، هل هذه هي المظلة الصحيحة وإستراتيجية عملنا مع العالم العربي الآن؟ هذا موقفنا، وليس غريباً ان هذه الجامعة لم تدع الحزب الشيوعي،لأن الأحزاب الشيوعية مطاردة وملاحقة من قبل الأنظمة العربية.

إن تجاهل الحزب الشيوعي ودعوة أحزاب تأسست بالأمس أو أحزاب لم تتجاوز الشخص الذي أسسها، وإعتبار هذه الدعوة تمثل الأحزاب الفاعلة على ساحة الجماهير العربية، بينما يستثنى الحزب الشيوعي الذي يكبر الجامعة العربية نفسها ويكبر دولة إسرائيل نفسها، يعبر عن طبيعة هذه الجامعة. نحن لا نستطيع ان نذهب تحت هذه الإستراتيجية من خلال جامعة العجز العربي وجامعة الصمت على هضم حقوق الشعب الفلسطيني والشعب العراقي، وأوجّه الى جميع المعنيين بالأمر السؤال التالي، هل هذا هو السياق الذي يجب أن نذهب تحت غطائه؟ إذا كانت هذه الجامعة لا تتجرأ على إعطاء الفرص للأحزاب الفاعلة داخل الدول العربية نفسها، فهل تستطيع ان تعطي الفرص للأحزاب الفاعلة على الساحة الاسرائيلية؟".

(*) "المشهد الإسرائيلي": ولكن المعنيين يقولون ان هذه مجرد ندوة من الممكن ان تعقد في أي مكان وفي أي سياق؟ ماذا تقول لهم؟

(*) مخول: "أنا لا أعتب على أحد يشارك في ندوة ويطرح قضايا، ولكن عندما تعقد "جامعة الدول العربية" ندوة حول استراتيجية التواصل معنا، وتدعو اليها كل الفعالين سياسيا او الذين تعترف بأنهم فعالون في الشارع العربي في اسرائيل، فنحن لسنا بهذه السذاجة حتى نعتبر الأمر وكأنه مجرد ندوة، لا بل إنه صياغة معادلة سياسية إجتماعية ولا نستطيع حياله ان نقف متفرجين".

(*) "المشهد الإسرائيلي": زميلك النائب محمد بركة قال إن هناك موقفا موحدا داخل الحزب الشيوعي والجبهة الدمقراطية، وحديثك لا يتلاءم مع ما قاله إطلاقاً. ما هو رأيك في هذا الصدد.. ؟

(*) مخول: "انا لا أريد مناقشة زميلي محمد بركة على تصحيح معلومات عبر وسائل الإعلام. لكن أقول للمعنيين بالمشاركة إنه ينبغي إعادة النظر في هذا الموضوع".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات