الهوية كانت من المواضيع المركزية في المؤتمر، حيث عقدت ورشة عمل تطرقت الى "برنامج التربية للهوية والمناهج البديلة التي أعدتها لجنة المتابعة". وقد بادرت اللجنة منذ عدة سنوات الى هذا الموضوع وطرحت مشروعا شاملا يتماشى مع رؤيتها ويرتبط مع الهدف التعليمي العربي الذي وضعته. وجرى التأكيد في المؤتمر مرة أخرى على ضرورة أن يعتمد المشروع بشأن الهوية على الذاكرة التاريخية الآتية من صلب التاريخ الفلسطيني، وعلى التراث والثقافة الفلسطينية، وعلى جولات دراسية للتعرف على الوطن ، وعلى الهوية المدنية
عقد في المركز الثقافي في الناصرة، يوم الخميس 4/15 ، المؤتمر السادس لـ "لجنة متابعة قضايا التعليم العربي في البلاد" تحت عنوان "نحوإعادة هيكلة التعليم العربي- مبنىً ومضموناً". كان الحضور غفيرًا فإكتظت القاعة الكبرى للمركز الثقافي بالمعنيين والمقربين من هذا المجال، كما اشترك عدد من أعضاء الكنيست العرب ورجالات الدين ورؤساء السلطات المحلية العربية.
من هي "لجنة متابعة قضايا التعليم"، ولماذا المؤتمر؟
تأسست لجنة متابعة قضايا التعليم العربي عام 1984 ، نتيجة لقرار لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في اسرائيل، الذي نصّ على "تشكيل لجنة مهنية فرعية منبثقة عن لجنة المتابعة العليا لمتابعة قضايا التعليم العربي، تعتني بجميع قضايا التربية والتعليم التي تخص الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل وتواكب عمل وأداء الجهاز التربوي والتعليمي من حيث تركيبته وكفاءته، نجاعته وإدارته وتنظيمه وسياسة نهجه، وتهدف الى تغيير أوضاع التعليم العربي في البلاد على جميع المستويات، إبتداءً من أهدافه ومبناه ومضامينه ومناهج التعليم وكذلك تحسين شروطه المادية( أملاك، غرف، مرافق)، وصولاً الى المساواة التامة في توزيع الميزانيات والموارد".
في تصريح لـ "المشهد الإسرائيلي" قال السيد راجي منصور، الرئيس الحالي للجنة متابعة قضايا التعليم، عن هذا المؤتمر: "هو برمجة لخطواتنا للخمس سنوات القادمة، حيث يجب بذل مجهود كبير. قضية المؤتمر بالإضافة الى نشاطنا أثارا الكثير من ردود الفعل في وزارة المعارف، خاصة موقفنا وإصرارنا على إضافة المنهاج الفلسطيني الى المنهاج التعليمي هنا. ربما لا يروق هذا المطلب للبعض، لكنه على عكس الإدعاءات التي كانت في حقنا من قبل المؤسسات الإسرائيلية وقالت إننا نرغب بشطب الإسرائيلية من منهاجنا . هم غاضبون لأننا حريصون على إقامة دائرة خاصة للتعليم العربي مما يثير الكثير من ردود الفعل السلبية في صفوفهم. سنضع نصب أعيننا غايات كثيرة، ويجب علينا ان نعمل جاهدين من اجل ترجمة هذه الغايات على أرض الواقع، والواقع ليس سهلاً أبداً، وعندما نتحدث عن مبنى إداري جديد فهذا أمر في غاية الأهمية، وتقع المسؤولية علينا من اجل أن نملأه بالقوى العاملة البشرية والمهنية كي تدعم مسيرتنا التعليمية. كذلك موضوع التربية للهوية، إذ لا يمكن ان ينشأ طالبنا من دون معرفة كيف يعرف نفسه".
(*)"المشهد الإسرائيلي": لقد إدعى البعض بأنه لا توجد شمولية في تقاريركم وأبحاثكم فيما يخص الموضوع؟
(*)ربما لا تشمل التقارير كل القضايا، وهذا ليس صدفة، فكل الأبحاث الجارية والدراسات التي في قيد النقاش هي مشاريع شخصية لم ترتكز على ميزانيات كبيرة بل كانت تطوعية في اغلبيتها، ولهذا السبب نحن نريد إقامة جامعة عربية هنا في البلاد، من اجل ان تنفذ دراسات مجتمعية تعكس الحقيقة كاملة، والسير قدما من أجل تعزيز هذه القضايا. اود ان اشير الى ان الطريق ليست مفروشة بالورود، القضايا مركبة ومعقدة، لذلك نحن قائمون،ولذلك ثمة نضال..
ليمور ليفنات تعتذر..!
في الإجتماع الإفتتاحي تحدث كل من رامز جرايسي، رئيس بلدية الناصرة، شوقي خطيب، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، معين عرموش، رئيس الإتحاد القطري للجان أولياء أمور الطلاب العرب، د. محمد حبيب الله ، من سكرتارية لجنة متابعة قضايا التعليم، سعاد القدومي، مديرة التعليم العلمي والعالي في السلطة الفلسطينية. وتمت دعوة وزيرة التربية والتعليم الاسرائيلية، ليمور ليفنات، التي إعتذرت عن المشاركة، وبعثت برسالة الى اللجنة معللة أسباب إعتذارها بقولها إنها لم تتلق الدعوة الا قبل يومين من المؤتمر، وإنها لا تستطيع المشاركة. وأشارت إلى انها لا تفهم الخطوة التي اتخذتها "لجنة متابعة قضايا التعليم" في الوسط العربي وهي دعوة مندوب عن وزارة التعليم الفلسطيني، "موضحة" أن العرب في هذه الدولة يتعاملون مع جهاز التعليم العالي الإسرائيلي ولا توجد حاجة لدعوة السيدة سعاد القدومي الى هذا المؤتمر.
وفي تعقيب اللجنة على عدم مشاركة ليفنات قال عضو السكرتارية محمد حبيب الله إن هذه ليست المرة الاولى التي لا يشارك فيها مندوب عن الوزارة في مؤتمرنا، مع العلم ان هذا المؤتمر يعتبر مهماً وملماً في قضايا التعليم العربي العالي. وقال حبيب الله إنه لم يشارك الا وزير تربية وتعليم اسرائيلي واحد في المؤتمرات الستة وهو امنون روبنشطاين (ميرتس)، الذي بدوره اشترك لمرة واحدة.
وفي كلمتها أمام المؤتمر قالت السيدة سعاد القدومي إن ليمور ليفنات خافت من المواجهة، نتيجة لتعامل الإحتلال الإسرائيلي مع الطلبة الفلسطينيين داخل حدود السلطة الفلسطينية.
المحاضرة المركزية في المؤتمر
في الجلسة الثانية من المؤتمر ألقيت محاضرة تحت عنوان "السياسة التربوية والتعليمية والمبنى التنظيمي البديل للتعليم العربي"، قدمها الدكتور خالد أبو عصبة. وقد عرض المحاضر اقتراح مبنى بديل للجهاز القائم، بناء على دراسة علمية ميدانية. وأكد اننا لا نستطيع بطبيعة الحال ان نعرض هنا جميع النتائج التي تم التوصل اليها من خلال الدراسة، وذلك لكثرة المعطيات التي تم جمعها من الحقل ومن ثم الحاجة الى تحليلها.
إعتمد البحث على الإستمارات المغلقة التي تمت تعبئتها من مدراء ومعلمين، آباء، مدراء أقسام معارف في المدن والقرى المختلطة. كما اعتمد على مقابلات مغلقة أجريت مع أكاديميين عرب، ومقابلات نصف مغلقة اجريت هاتفيا مع رؤساء البلديات والمجالس المحلية في البلدات التي شملها البحث، ومقابلات هاتفية نصف مغلقة أجريت مع أغلبية أعضاء الكنيست العرب كانت نتيجتها كالتالي: التعليم العربي في اسرائيل يتمركز عادة بالجانب الإنتاجي، وعادة ما يعبر عن ذلك بمعايير تحصيلية وبمصطلحات كمية. لكن في السنوات الاخيرة يجري نقاش واسع آخذ بالإزدياد حول أداء جهاز التعليم، ونتيجة لهذا النقاش بدأ الحديث يتمركز في المستويين، الاول، الجانب التحصيلي (الناتج)، مقارنة مع الجانب الإستثماري والعلاقة بين الجانبين، الثاني هو المبنى التنظيمي الذي يعمل بموجبه جهاز التعليم العربي، فالتعليم العربي حسب الدراسة، يدار بعدم مشاركة كافية للجمهور العربي تقريبا، والموارد المستثمرة في التعليم العربي قليلة وشحيحة للغاية إذا ما قورنت بالموارد المستثمرة في جهاز التعليم العبري. اما النقطة الثالثة فإن السياسة التربوية التي تحدد الافكار والمضامين لا تأخذ بعين الإعتبار رغبة وتوجه المواطنين العرب. هذه الحقائق المتصلة تمارس تأثيرا على التحصيل العلمي المنخفض للجهاز وتظهر عدم رضى الجمهور العربي من تحصيل هذا الجهاز.
وثمة جانب آخر يعاني منه الجهاز التعليمي عند العرب هو مستوى التحصيل المتدني للجهاز، نسبة التسرب العالية في الجهاز، شح الميزانيات والموارد الموجودة تحت تصرف الجهاز، جودة التعليم من قبل المعلمين في المدارس.
الهوية في المؤتمر
الهوية كانت واحدا من المواضيع المركزية في المؤتمر، حيث عقدت ورشة عمل تطرقت الى "برنامج التربية للهوية والمناهج البديلة التي اعدتها لجنة المتابعة".
في واقع الأمر بادرت اللجنة منذ عدة سنوات الى هذا الموضوع وطرحت مشروعا شاملا يتماشى مع رؤيتها ويرتبط مع الهدف التعليمي العربي الذي وضعته. وجرى التأكيد في المؤتمر مرة أخرى على ضرورة أن يعتمد المشروع بشأن الهوية على الذاكرة التاريخية الآتية من صلب التاريخ الفلسطيني، وعلى التراث والثقافة الفلسطينية، وعلى جولات دراسية للتعرف على الوطن ، وعلى الهوية المدنية، وكل ذلك يشكل المضامين التي يتوجب تدريسها.
التوصيات والقرارات
- v تبني توصيات البحث العلمي الذي أعده د. خالد أبو عصبة.
- v تطبيق المنهاج الموسع لموضوع التربية للهوية الوطنية والقومية في جميع المدارس.
- v إدخال تغييرات وتعديلات على مناهج ومادة التدريس في كافة المواضيع بما يلائم روح العصر ومتطلبات الطالب العربي.
- v مطالبة وزارة المعارف بإعتماد أهداف التعلم العربي كما صاغتها لجنة متابعة قضايا التعليم العربي.
- v التشبيك مع الجمعيات والهيئات الفاعلة في المجالين، القضائي والحقوقي.
- v مطالبة الحكومة والعمل على كافة الأصعدة من أجل رصد الميزانيات المتساوية وتخصيص مختلف الموارد الضرورية لخدمة جهاز التعليم العربي.
- v الدعوة إالى تطبيق كامل لقانون التعليم الإلزامي من جيل ثلاث سنوات في جميع القرى والمدن العربية.
- v العمل على تغيير طرق التدريس التقليدية وإستبدالها بطرق حديثة شكلاً ومضموناً.
- v مطالبة "وزارة المعارف" بزيادة ملاكات التفتيش والإرشاد والمرافقة المهنية لتشمل كافة المواضيع وكافة المناطق.
- v المطالبة بزيادة ملاكات المستشارين التربويين والأخصائيين النفسيين وضبط انتظام الدوام.
- v تطبيق قانون التعليم الخاص بكل بنوده وايجاد الأطر للطلاب حسب إحتياجاتهم.
- v تطوير برنامج الدمج للطلاب ذوي الإحتياجات الخاصة في الاطر التعليمية العادية وتوفير الساعات لهذا الغرض.
- v مطالبة الحكومة بالإعتراف بالقرى غير المعترف بها، وإيصال الخدمات الأساسية لها ومطالبة وزارة المعارف بتطوير كافة الخدمات التعليمية لها.
- v مطالبة وزارة المعارف بإدخال منهاج حقيقي لتعليم التاريخ، اللغة العربية، والحضارة العربية الفلسطينية في المدارس اليهودية.
- v توسيع كافة أطرالتعليم اللامنهجي.
- v الضغط من أجل فتح أبواب العمل امام الاكاديميين العرب.