نشأ هذا الحزب بقيادة ميكونس تحت اسم الحزب الشيوعي الفلسطيني بعد ان اعلن الاتحاد السوفيتي عن تأييد
مشروع تقسيم فلسطين وإنشاء دولتين على اراضيها. وجرى ضم مندوب عن الحزب الى مجلس الشعب بعد الاعلان عن اقامة اسرائيل. واصبح اسم الحزب (الحزب الشيوعي الاسرائيلي) وانضم اليه اعضاء من الشيوعيين العرب الذين كانوا قد اطلقوا على انفسهم قبل اقامة اسرائيل اسم (عصبة التحرر الوطني) وكذلك عدد من الشيوعيين اليهود.
ولقد نادى الحزب الشيوعي بالمبادىء التالية: الصهيونية واسرائيل تخدمان الامبريالية. فكرة جمع (الشتات) غير ناجعة ومرفوضة، يجب اقامة نظام اشتراكي في اسرائيل مبني على صراع الطبقات، يجب منح العرب في اسرائيل نوعاً من الاعتراف الذاتي الى حين الانفصال.
واظهر الحزب معارضته الشديدة لسياسة الحكومة الاسرائيلية مثل الحكم العسكري.
ولقد كسب الحزب الشيوعي قوته في الوسط العربي ابتداء من منتصف الخمسينيات، الا ان ازمات كبيرة اجتاحت الحزب على خلفية تأييد او معارضة مواقف الرئيس المصري جمال عبد الناصر، فأخذ يظهر تياران الاول في اغلبيته من اليهود بقيادة ميكونيس وسنيه، والثاني عربي قومي في اغلبيته بقيادة مئير فلنر وتوفيق طوبي. وبلغت الازمة حدتها عندما وقع الانشقاق في صفوف الحزب العام 1965 فأعلن فلنر ورفاقه عن تأسيس القائمة الشيوعية الجديدة (راكاح).
ولم يتمكن الحزب الشيوعي الاسرائيلي من الحفاظ على مكانته جراء هذا الانشقاق والذي تلاه انسحاب اعضاء كثيرين منه وانضمامهم الى اطر واحزاب يسارية مثل حركة (موكيد) وقائمة (شيلي). واعادت (راكاح) اسم الحزب الشيوعي الاسرائيلي اليها في منتصف الثمانينيات.
وحصل الحزب الشيوعي في انتخابات الكنيست الاولى العام 1949 على اربعة مقاعد في الكنيست، والعام 1955 على ستة مقاعد، وفي العام 1969 على مقعد واحد فقط.
وكان للحزب الشيوعي تمثيل في الهستدروت العامة ومؤسساتها النقابية والتنظيمية.
وتمكنت (راكاح) في منتصف السبعينيات من اقامة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة كإطار يضم في داخله عدة قوى عربية وطنية ويهودية متحالفة وذلك لخوض الانتخابات المحلية والبرلمانية.