اشتراط اجتياز حاجز حوارة بالعودة الى نابلس وإحضار وجبات الحمص والفلافل للجنود
جنود حاجز آخر يجرون قرعة بين الفلسطينيين على واحد من "الخيارات" التالية: كسر الساق، كسر اليد أو شرب البول من زجاجات أعدها الجنود مسبقا
للمرة الثانية على التوالي أصدرت حركة "جنود يكسرون الصمت" الاسرائيلية شهاداتها الاسبوعية حول فظائع يكشف عنها للمرة الاولى اقترفها الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين ولا يزال يقترفها يوميا. ويقول جندي في وحدة "اجوز" في إحدى هذه الشهادات انه وزملاءه دخلوا بيتا في مدينة الخليل في سبتمبر/ ايلول الماضي وقاموا على الفور "بطرد ساكنيه من أجل التفرغ لمشاهدة مباراة كرة قدم وهذا ما فعلوه وهم يملأون الدار بقهقهاتهم". وفي شهادة أخرى يروي جندي من الوحدة ذاتها كيف قام وجنود آخرون في اغسطس/ آب 2002 باستيقاف السيارات في مدينة رام الله والاستيلاء عليها بعد طرد سائقيها بحجج مختلفة ومن ثم شحنها الى أماكن بعيدة وإيقافها هناك.
أما الضابط "ح" من وحدة جولاني فاعترف كما جاء في تقرير الحركة أنه كان يشترط اجتياز بعض المارة لحاجز حوارة على مداخل مدينة نابلس بالعودة الى المدينة واحضار وجبات الحمص والفلافل له ولجنوده وعلى حسابه ومن دون ذلك كان يعاد المواطن الفلسطيني على أعقابه. وفي شهادة اخرى يقول جندي خدم في الحاجز نفسه انه وجنودًا آخرين كانوا يأمرون المواطنين الفلسطينيين بالاصطفاف في طابور "عسكري" وإصدار التعليمات لهم بالتحدث بالعبرية أو الزامهم بفتح أجهزة المذياع في سياراتهم على محطة الجيش الاسرائيلي ومن فشل في ذلك أعيد هو الآخر ومنع من مواصلة سبيله. ويضيف الجندي الشاهد "كان كل ذلك يجري بعلم القادة الذين تجاهلوا اعمال التعذيب والتنكيل بالفلسطينيين بل ان بعضهم كان يشارك في "حفلات الضرب"، التي تعرض لها المارة الفلسطينيون. لم تكن هذه حالات شاذة بل ظاهرة تتكرر يوميا ولم يكن بوسعي سوى التحدث ومحاولة اقناع زملائي بالكف عن الاعتداءات او التخاصم معهم ولكن لا تنسى انهم في نهاية المطاف زملاء لي وأخدم معهم ساعات طويلة".
وقدم جندي من وحدة "جفعاتي" في احد الحواجز المؤدية الى مدينة رام الله شهادة أكد فيها قيام الجنود بالاستيلاء على سبحات المواطنين الفلسطينيين خلال اجتيازهم للحواجز حتى تكدست كمية كبيرة منها. وأضاف "شاهدت بأم عيني مخزنا لهذه السبحات المسروقة من المواطنين ومن سياراتهم. ورغم إصدار القائد تعليماته بالتوقف عن ذلك لكن شيئا لم يتغير ولم يحاسب جندي واحد على السرقة". ويقول جندي من ذات الوحدة ان قائد مجموعة جنود في الحاجز كان يستوقف سيارة الخبز ويشترط عبورها بإنزال عدد كبير من الأرغفة لتموين الجنود. وأضاف "هكذا فعل جنود الوحدة مع سيارة اخرى نقلت الحلوى والسكاكر. والغريب ان القادة الذين كانوا يحرمون مثل هذه الاعمال هم أنفسهم من أقدم عليها".
وكانت صحيفة "معاريف" قد نشرت قبل ايام صورة أخرى من جرائم التنكيل السادي التي ترتكبها بحق الفلسطينيين من قبل جنود الاحتلال على الحواجز العسكرية.
ونقلت الصحيفة رواية العامل الفلسطيني، سميح، الذي خيره جنود حرس الحدود المرابطون على حاجز ابو ديس، بين كسر ساقه او كسر يده، أو تجرع بولهم! لافتة الى ان المواطن المقدسي الذي يعمل قصاراً كان وصل، صباح السبت الماضي، مع 20 فلسطينيا الى حاجز ابو ديس، وهناك اعتقلهم جنود حرس الحدود واقتادوهم الى موقع يسيطر عليه الجيش، يسمى "الفندق". وروى سميح ما تعرض له مع عامل آخر من افراد المجموعة، من تنكيل من قبل الجنود، قائلا انهم اجروا قرعة على بطاقات هويات العمال، واختاروا منها بطاقة هويته وبطاقة هوية زميل آخر، ثم اطلقوا سراح البقية، دون ان يسمحوا لهم بدخول القدس المحتلة وتم احتجازهما واجبارهما على المشاركة في قرعة نظمها الجنود في اطار ما يسمونه "التسلية".
وقال سميح ان الجنود وضعوا داخل علبة ثلاث قصاصات ورق تحمل كل منها عقوبة معينة هي كسر الساق، كسر اليد او شرب البول من زجاجات اعدها الجنود مسبقا لهذه اللعبة.
وأضاف ان الجنود حاولوا اجباره مع العامل الآخر على اختيار قصاصة ورق وتنفيذ ما كتب عليها، ولما رفض سميح التعاون، ضربه احد الجنود على يده ثم احضر زجاجة مليئة بالبول ورشها على وجهه. واضاف "بعد ذلك لم اعد احتمل، فدفعت ذلك الجندي، وعندها انقض علي ستة من الجنود ووجهوا الى بنادق ام -16 وضربوني ثم قربوا زجاجة البول من فمي كي اشرب واجبروني على تجرع البول حتى فقدت وعيي".
وقال سميح ان الجندي كان يصوب بندقيته الى رأسه ويهدده بالقتل كلما سأله لماذا يعذبونه، وفي احدى المرات قال له سميح انه يمكنه ان يقتله لأنه لم يعد يهمه ما سيحدث له.
وبعد اصابته بفقدان الوعي، نقل سميح الى عيادة في ابو ديس حيث قدموا له دواء لتنظيف معدته. ومن هناك نقل الى مستشفى بيت جالا، حيث خضع للعلاج حتى يوم الاثنين الماضي. واشار التقرير الطبي الى ان سميح كان وصل بحالة هستيريا مطلقة عندما نقل الى المستشفى.
واوضح سميح ان العامل الآخر لقي ما لقيه هو من اعمال تنكيل، لكنه لا يعرف ما آل اليه مصيره، مشيرا الى انه يخشى تقديم شكوى ضد الجنود خشية انتقامهم منه واتهامه بدفع احدهم اثناء محاولتهم اجباره على شرب البول.