المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • أحزاب وحركات سياسية
  • 1043

حايم رامون يدعو شارون الى <<تبديد ستار الضبابية، والوقوف امام الجمهور والأعلان: "قررت إخلاء مستوطنات في غزة، وتحويل مليار شيكل من المستوطنات الى الأحياء الفقيرة وبلدات التطوير، وإلغاء قانون طال. لكن شارون ليس مستعدا لإعلان هذه الأمور على الملأ، بل من خلال التسريبات فقط. وثمة شعور بأن الأمر لايتعدى كونه فقاعة إعلامية. اشخاص كثيرون يريدون ان يصدقوا ان شارونا جديدًا قد ولد، حتى بيننا في حزب العمل. اذا وضع هذه الأمور على الطاولة، على الملأ، فسوف أؤيد المفاوضات فورا>>.

 

قال مسؤولون في حزب العمل ان رئيس الحكومة الاسرائيلية أرئيل شارون أظهر، في لقائه الأخير مع زعيم "العمل" عمرام متسناع، استعدادًا لأتخاذ خطوات سياسية بعيدة الأثر. أحد الذين حضروا اللقاء من جانب "العمل" وسجل مَحضرا لما قيل فيه، ادعى بأن شارون قال انه سيكون على استعداد للقبول بأقامة دولة فلسطينية، واخلاء مستوطنات في اطار تسوية نهائية ووضع جدول زمني لتنفيذ خطة سياسية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة ، مصر والأردن. ووفقا لصحيفة "معريف" (19/2) فقد شدد شارون في ختام اللقاء على ان أقواله هذه ليست للنشر والأقتباس، وانه في حال تسريبها سيسارع الى نفيها.
وعقّب عضو الكنيست حاييم رامون (العمل) على ذلك قائلا: <<هذه كلها تسريبات مقصودة لخلق ستار من الضبابية>>. وأضاف رامون، في حديث مع الأذاعة الأسرائيلية الرسمية (19/2) انه <<ينبغي حصول شيء استثنائي، ربما بعث سياسي جديد لشارون، لكي ندخل الى حكومة مع الليكود>>. وزاد: <<الأمر المركزي الذي حصل في هذا اللقاء هو أن رئيس الحكومة تحدث عن أشياء كأنها بعيدة الأثر، لكنه طلب أبقاءها طي الكتمان>>.

ودعا رامون رئيس الحكومة شارون الى <<تبديد ستار الضبابية ، والوقوف امام الجمهور والأعلان: "قررت إخلاء مستوطنات في غزة، وتحويل مليار شيكل من المستوطنات الى الأحياء الفقيرة وبلدات التطوير، وإلغاء قانون طال" (القانون الذي يعفي طلاب المدارس الدينية اليهودية من الخدمة العسكرية ـ المحرر)، لكن شارون ليس مستعدا لإعلان هذه الأمور على الملأ، بل من خلال التسريبات فقط. وثمة شعور بأن الأمر لايتعدى كونه فقاعة إعلامية. اشخاص كثيرون يريدون ان يصدقوا ان شارونا جديدًا قد ولد، حتى بيننا في حزب العمل. اذا وضع هذه الأمور على الطاولة، على الملأ، فسوف أؤيد المفاوضات فورا>>.

على هذه اللأقوال ردَّ الوزير تساحي هنغبي ( ليكود) فقال: <<لست مطلعا على ما يقال في الغرف المغلقة، لكن موقف شارون واضح ومثابر، وليس فقاعة إعلامية لأسبوع او اثنين. فقد عرض دائمًا موقفا يدعو الى تنازلات لصالح اقامة حكومة وحدة قومية>>. وأضاف هنغبي انه بعد ان يتخذ الفلسطينيون سلسلة من الأجراءات لمكافحة "الأرهاب" وينشأ احتمال للتوصل الى اتفاق حقيقي <<فقط حكومة وحدة قومية ستكون قادرة على التوصل اليه. الآن، الليكود موحد في الموافقة على خطاب بوش. كلنا مع انهاء الأحتلال والتوصل الى تسوية>>.

* أوري شاني يتحدث عن تشكيل حكومة علمانية

وفي حزب العمل يقولون ان شارون تعمد بث رسائل متناقضة خلال اللقاء مع متسناع. ووصف مسؤول كبير في الحزب أقوال شارون بأنها <<محاولة لبلبلة العدو>>. وأضاف ان رئيس الحكومة الاسرائيلية المح الى ان النقاط الأستيطانية "العشوائية وغير القانونية" في المناطق المحتلة سيتم اخلاؤها وان الميزانية الجديدة لن تشمل امتيازات للمستوطنات. ولكن، حين قال متسناع انه بالأمكان تحويل عدة مليارات شيكل من الميزانيات الحالية للمستوطنات الى أهداف اخرى، رد مدير عام ديوان رئيس الحكومة، أفيغدور يتسحاقي، بعرض صورة قاتمة للوضع في المستوطنات.

<<اثنان من اعضاء كتلة "العمل" البرلمانية ممن تحدثوا مع متسناع بعد لقائه مع شارون، فَهِما اشياء مختلفة تماما – يكتب يوسي فرتر في "هآرتس" (19 شباط) - فقد قال احدهما انه تحقق في اللقاء تقدم كبير وان احتمالات تشكيل حكومة وحدة اصبحت كبيرة جدا، بينما قال الآخر ان مسافة كبيرة لا تزال تفصل بين الطرفين، وخاصة في ما يتعلق بتنفيذ تصريحات رئيس الحكومة. "اذا كان شارون مستعدا حقا لتنفيذ كل ما قاله، فنحن في الداخل. لكننا نعرف شارون جيدا، لدينا تجربة غنية معه، ويبدو ان الأمر بعيد جدا عن ان يكون منتهيا".>>.

وعلم ان رئيس طاقم الليكود للمفاوضات الأئتلافية، أوري شاني، طرح خلال اللقاء ايضا فكرة اقامة حكومة علمانية تضم الليكود والعمل وشينوي . لكن مسؤولي حزب العمل رفضوا تصديق ان شارون يمكن ان يوافق على حكومة كهذه تجعله متعلقا بحزب العمل. ومع ذلك، قال احد قادة الحزب انه حتى بدون تقدم سياسي، سيكون من الصعب جدا على حزب العمل رفض الأنضمام الى حكومة كهذه.

بعد اللقاء، بث متسناع رسائل متناقضة في اتجاهات مختلفة. فقد قال لأحد معاونيه ان شارون فاجأه، بينما قال لرجال أعمال مؤيدين لعدم الأنضمام الى الحكومة انه لم تجر في اللقاء اية مفاضات حقيقية، بل اقتصر الأمر على توضيح المواقف. وبذلك اثار متسناع موجة من الغضب في كتلة حزب العمل، سواء بين مؤيدي الأنضمام الى الحكومة او بين المعارضين. آخرون احتجوا على عدم اطلاعهم على ما دار في اللقاء ونتائجه، بينما دعا متان فلنائي متسناع الى <<التوقف عن التذبذب>> وتشكيل طاقم خاص لإجراء مفاضات ائتلافية مع "الليكود"، بشكل منظم.

هذا وسيعود شارون ومتسناع الى الألتقاء مرة أخرى يوم الجمعة القريب، بينما يعقد المكتب السياسي لحزب العمل جلسة خاصة يوم الأحد للبحث في تغيير القرار بعدم الأنضمام الى حكومة وحدة وطنية.

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات