قضايا إسرائيلية عدد (31-32) إنتخابات الحكم المحلي في إسرائيل: الاعتبارات اليومية تطغى على الإعتبارات السياسية؛ صورة عن الوضع المالي للسلطات المحلية العربية تتوجه إسرائيل في العاشر من شباط 2009 إلى انتخابات برلمانية مبكرة. وعلى غرار أي انتخابات عامة فإن السؤال المركزي الذي يشغل بال المحللين والمعلقين يتعلق بهوية الزعيم الذي سيتسلم زمام الحكم؟.
وما تجدر الإشارة إليه هو أن نتائج حرب لبنان الثانية، في صيف العام 2006، أدت إلى بداية سقوط الحكومة الإسرائيلية، برئاسة إيهود أولمرت، وعلى ما يبدو ستؤدي إخفاقات إسرائيل في هذه الحرب، بحسب ما تظهر استطلاعات الرأي العام، إلى عودة اليمين، المتمثل في حزب الليكود وزعيمه بنيامين نتنياهو، إلى سدّة الحكم أيضا. ووفقًا لهذه الاستطلاعات سيستفيد نتنياهو من تزايد قوة معسكر اليمين المتطرف ومعسكر المتدينين الأصوليين، اللذين قد يحسمان مسألة توليه رئاسة الحكومة.
لكن على الرغم من الاستطلاعات، فإنه ما زال أمام حزب كـديمـا الحاكم، ورئيسته وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، متسع من الوقت لتحسين احتمالاتهما بالفوز وتشكيل الحكومة المقبلة، عقب الانتخابات العامة. إن أحد الأسئلة المطروحة الآن هو كيف ستؤثر نتائج الانتخابات، وتشكيل نتنياهو أو ليفني للحكومة المقبلة، على مستقبل العملية السياسية والمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين؟.
نقدّم في هذا العدد المزدوج محورين:
الأول حول الانتخابات المحلية، التي شهدتها إسرائيل في شهر تشرين الثاني 2008. وقد تميزت باهتمام إعلامي من قبل الأحزاب الإسرائيلية المختلفة. لكن يبدو أن هذا الاهتمام عائد، أكثر شيء، إلى قربها من الانتخابات العامة فقط، ذلك أن الاعتبارات اليومية المحلية طغت على الاعتبارات السياسية في هذه الانتخابات.
أمّا المحور الثاني فيشتمل على مقالات تعرض وجهات نظر اليمين الإسرائيلي إزاء مجموعة من الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال العام، وفي مقدمها موضوعات الدولة اليهودية والتسوية السياسية مع الشعب الفلسطيني ومستقبل المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل.