في العام 1921، أقام مستوطنون يهود جدد من عناصر الهجرتين الثانية والثالثة موشاف نهلال في الجليل ليصبح من أوائل المستعمرات التي نفذت سياسة "العمل العبري" وحاربت حق الفلسطينيين في العمل على أراضيهم. تطور تاريخ الموشاف بشكل ساخر بحيث أنه في العام 2017 قام باستضافة عشرات المهندسين الزراعيين من الضفة الغربية المحتلة ليقدم لهم دورة مختصة في كيفية زراعة نبتة الأفوكادو، وتحسين جودتها.
بمجرّد إعلان النتائج النهائية للانتخابات الأميركية وخسارة دونالد ترامب، بادرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، وكذلك المراكز البحثية المهتمة بالشأن السياسي والأمني، للحديث عن طبيعة التغيّرات التي ستشهدها الفترة المقبلة كنتاج لتغيّر الإدارة الأميركية السابقة. ومنذ تسلّم الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن للسلطة كثرت التوقعات عن السياسة التي ستنتهجها إدارته من الملفات المختلفة، لا سيما ملف الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، والاتفاق النووي مع إيران؛ باعتبارهما الملفين الأكثر تأثراً بسياسة إدارة ترامب خلال سنوات حكم الأخير؛ بالمعنى السلبي للفلسطينيين والإيرانيين، وبالمعنى الإيجابي لإسرائيل.
أظهرت النتائج النهائية للانتخابات الإسرائيلية في العقد الأخير، 5 جولات انتخابية، أن استطلاعات الرأي العام التي ظهرت خلال كل واحدة من الحملات الانتخابية، لم تنجح في الاقتراب كثيرا من النتيجة النهائية. وقد تكون الحلبة الإسرائيلية أمام هذه الحالة مجددا، في الانتخابات التي ستجري بعد أسبوعين، خاصة وأن الحديث عن معركة لتحقيق أغلبية هشة، إما لائتلاف الفوري مع حزب الليكود، وزعيمه بنيامين نتنياهو، أو خسارته لهذه الأغلبية بفارق طفيف، بمعنى أن الحديث يجري عن انتقال مقعدين الى ثلاثة من هذا الجناح الى الآخر. وبالتالي فإنه لا يمكن الحسم منذ الآن بأنه لن تكون حكومة ذات أغلبية بعد الانتخابات، والعكس صحيح.
ما زال موضوع عودة حزب العمل الإسرائيلي، منذ انتخاب عضو الكنيست ميراف ميخائيلي رئيسة له، إلى لائحة الأحزاب التي ستنجح وفقاً لاستطلاعات الرأي العام، في تجاوز نسبة الحسم، يحتل حيّزاً بارزاً في تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية للانتخابات العامة التي ستجري يوم 23 آذار الحالي.
وتنشغل هذه التغطية أكثر من أي شيء آخر في جانبين يبدو أنهما ترتبا على ما يوصف بأنه استفاقة حزب العمل من موت كان شبه محقق: الأول، نجاح الحزب في أن يستقطب مصوتين من معسكر ما يسمى الوسط- اليسار، والثاني، ما قد يؤدي إليه هذا الاستقطاب من إضعاف لحظوظ حزبين آخرين من المعسكر نفسه في اجتياز نسبة الحسم، وهما "أزرق أبيض" وميرتس.
الصفحة 245 من 880