لا يزال الانتداب البريطاني حاضرا داخل إسرائيل. إنه لا يزال موجودا في التراتبيات العرقية- الإثنية التي تقوم عليها دولة إسرائيل، وفي عدم القدرة على وضع حدود واضحة بين "الخطر الأمني" و"الخطر السياسي". الانتداب البريطاني لا يزال حاضرا أيضا في سياسات إسرائيل القائمة على الفصل بين السكان وممارسة سياسات مختلفة في التعامل مع كل مجموعة سكانية. وبالطبع، الاستعمار البريطاني لا زال حاضرا في قانون الطوارئ الذي لا تزال إسرائيل تستخدمه ويعتبر حجر الأساس الذي يجعل كل هذه الأمور ممكنة في دولة إسرائيل.
حتى وإن اختلف المحللون في إسرائيل على تسمية ما يحدث في أراضي الضفة الغربية في الفترة الأخيرة على خلفية تصاعد الاشتباكات والعمليات المسلحة، ولا سيما في مناطق الشمال، وهل هي انتفاضة جديدة، الثالثة من حيث تسلسلها الزمني بعد انتفاضتي 1987 و2000، أو فترة تصعيد مرحلية، أو موجة عمليات فردية تغذّي بعضها البعض ثم ما يلبث بريقها أن يخبو، أو.. أو... إلخ، فإنهم لا يختلفون فيما بينهم على أنه من غير الممكن استمرار الوضع القائم في الأراضي المحتلة منذ 1967، وبالأساس من طرف الفلسطينيين وقواهم السياسية على شتى أطيافها.
بتاريخ 10 أيلول 2022، أعلنت شركة الإنتاج السينمائي الأميركية "مارفيل ستوديوز" (Marvel Studios)، عن إطلاق شخصية جديدة للعب دور البطولة في سلسلة أفلام "كابتن أميركا" (Captain America). الشخصية الجديدة هذه المرة هي بطل خرافي إسرائيلي على هيئة أنثى، تحمل اسم "صابرا"، تعمل لدى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد، وترتدي لباساً من أبيض وأزرق وتضع نجمة داود على جبينها (أنظر/ي الصورة)[1]. لاقى هذا الإعلان موجة عارمة من الانتقادات لما قد يعنيه الأمر من تطبيع صورة إسرائيل في واحد من أكثر سلاسل الأفلام شهرة وحضورا على المستوى العالمي، خصوصا بين فئة الأطفال والشبان. لكن شركة "مارفيل ستوديوز" ماضية، على ما يبدو، في إنتاج هذا الفيلم الذي من المتوقع أن يبدأ عرضه في شهر أيار 2024. تلقي هذه المقالة الضوء على شخصية "صابرا" وأهمية سلسلة أفلام "كابتن أميركا" بالنسبة لإسرائيل التي لا تدخر جهدا لتبييض صورتها في الإنتاج السينمائي، خصوصا في هوليوود.
يواجه جهاز الصحة الإسرائيلي تحديات كثيرة، كما يقول مختصون ومحللون كثُر، وخصوصاً على خلفية الاحتجاج المتواصل للأطباء المتدربين الذين يطالبون بشروط تشغيل وأجر لائقين. فهم يشكون من إلزامهم بالقيام بمناوبات عمل طويلة ومنهكة، بدرجات تهدّد جودة بل سلامة الخدمة التي يفترض أن يقدموها للمرضى.
الصفحة 148 من 883