يكاد لا يخلو أي نقاش في سياق الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية المقبلة التي ستجري يوم 1 تشرين الثاني المقبل، من قضية الغلاء ورفع الأسعار، وأثرها على أنماط تصويت المواطنين المرتقبة، وعلى المسؤولين عنها في الحكومات السابقة والحكومة الحالية، وتزايد التململ وربما النقمة في صفوف المجتمع على تكاليف الحياة الباهظة، إذ تؤكد دراسات إحصائية دولية إن أسعار شتى السلع الاستهلاكية في إسرائيل هي بين الأغلى على مستوى العالم كله. فبين أبرز المحادثات التي يجريها العائدون من رحلات في الخارج هي تلك التي تروح تعدّد الفروق في الأسعار، ابتداء بالمقهى والمطعم والمواصلات العامة، مروراً بالملابس واللوازم البيتية والشخصية، وحتى الأدوات الكهربائية والرقمية.
يصادف هذه الأيام مرور عقد على حدثين ليس مبالغة القول إنهما أثّرا في المصير الذي آلت إليه المؤسسة الأكاديمية الإسرائيلية في الوقت الحالي. الحدث الأول هو محاولة مجلس التعليم العالي إغلاق "قسم السياسة والحكم" في جامعة بن غوريون في بئر السبع، والتي باءت بالفشل في نهاية المطاف. والحدث الثاني هو تحويل المركز الأكاديمي في مستوطنة أريئيل إلى جامعة إسرائيلية معترفٍ بها على الرغم من كونها قائمة في أرض محتلة (الضفة الغربية) بموجب القانون الدولي.
راوحت استطلاعات الرأي العام حتى نهاية الأسبوع الماضي مكانها، إذ لا فريق من الفريقين يصل إلى العدد المطلوب لضمان حكومة إسرائيلية ثابتة، ولو كانت حكومة ضيّقة؛ فبنيامين نتنياهو يراهن على تحقيق العدد المطلوب، 61 نائبا، إلا أن في هذا الفريق ما سيمنعه من توسيع حكومته، في حين أن بيني غانتس، وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي تمنحه القوة الثالثة في الكنيست، يراهن على التكليف، ويرسم سيناريو تشكيل حكومة يعد من شبه المستحيلات في الحلبة الإسرائيلية.
أصدر المؤرخ الإسرائيلي والباحث في التاريخ السياسي والأيديولوجي للقرنين التاسع عشر والعشرين، آدم راز، مؤخراً، كتابه "مأساة السيد سامي سعادة الشخصية" (2022) عن دار النشر "كرمل"، ويحمل في طياته مأساة عائلة فلسطينية من حيفا والنكبة التي عايشتها وعلى رأسها نكبة السيد سامي سعادة، حيث يقوم الكاتب بالتعبير عن هذه المأساة عبر نص مسرحي وفصلين تاريخيين.
الصفحة 147 من 883