في كل جولة انتخابات إسرائيلية جديدة، يلمع نجم أحد الجنرالات السابقين، ويُقدَّم للرأي العام على أنه الشخصية المركزية التي تستطيع أن تحسم الانتخابات، وتحدث الفارق المطلوب الذي قد يكسر حالة الجمود الناجمة عن التعادل بين المعسكرين.
في جولة الانتخابات المقبلة في تشرين الثاني القادم، يحتل رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي الجنرال غادي أيزنكوت مكان الصدارة لكونه الشخصية الأكثر طلبا من قبل الكتل والأحزاب، بحيث صنفته كثير من وسائل الإعلام الإسرائيلية على أنه الشخصية المرغوبة، والأكثر جاذبية في هذه الانتخابات. فعلى
حمل أول خطاب ليائير لبيد كرئيس للحكومة الإسرائيلية الانتقالية والذي ألقاه الليلة قبل الماضية، الكثير من الإيحاءات الدالة على فكره السياسي، وعلى ما يمكن أن يُضمره من المواقف التي تميّزه كزعيم لحزب وسط لا ينفك يؤكد ابتعاده عن اليسار وقربه من اليمين.
ومن هذه الإيحاءات أرى وجوب أن أشير إلى ما يلي:
أولاً، شدّد لبيد على أن إسرائيل دولة يهودية. وليس هذا فحسب، إنما أيضاً "هي الدولة القومية للشعب اليهودي"، إلى جانب تشديده على أن "إقامتها لم تبدأ في العام 1948 بل تعود إلى يوم عبور نهر الأردن من جانب يهوشع بن نون وما قام به من ربط الشعب اليهودي ببلاده، وربط القومية اليهودية بالوطن الإسرائيلي إلى أبد الآبدين".
نشرت حركة حماس تسجيلاً مصوّراً يظهر فيه مواطن إسرائيلي من أصول عربية اسمه هشام السيّد تقول إنه مُحتجز لديها، وتطالب إسرائيل بأن تشمله ضمن صفقة تبادل أسرى مرتقبة. ويضاف السيد إلى ثلاثة إسرائيليين آخرين مُحتجزين لدى حماس هم: أبراهام منغستو (من أصل أثيوبي، تدّعي إسرائيل أنه مواطن مدني "مُختلّ عقلياً")، أورون شاؤول (وهو جندي إسرائيلي تدّعي إسرائيل أنه قُتِل في العام 2014)، وهدار غولدين (ضابط إسرائيلي وقع في أسر حماس، ادّعت إسرائيل بعد ذلك أنه مقتول). بعد نشر مقطع الفيديو الخاص بالسيّد، توالت الأخبار والتحليلات التي تفيد بأن إسرائيل غير معنية بتحريك ملف المخطوفين الإسرائيليين لدى حماس طالما أن المخطوفين الذي تبقّوا على قيد الحياة (بحسب الرواية الإسرائيلية) هما مواطنان ليسا من أصول غربية (أشكناز)، وقد لا يشكّلان عامل ضغط من قِبَل الشارع الإسرائيلي كما لو كان الأمر في حال أن المخطوف هو جندي على قيد الحياة وينتمي إلى طائفة أو إثنية "مرموقة" مثل الأشكناز.
الفيديو المصور الذي نشره الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الثلاثاء 28 حزيران 2022، للأسير هشام السيد (34 عاما)، من بلدة حورة في النقب ويحمل الجنسية الإسرائيلية، أعاد النقاش حول صفقات تبادل الأسرى، والثمن الذي يمكن لإسرائيل أن تدفعه مقابل استعادة جنودها أو مواطنيها، وهو ما فتح باب النقاش الفرعي والحساس حول أهمية هوية الأسير، وان كان ثمة أهمية لكونه مواطنا مدنيا وقع في الأسر لأسباب شخصية، أم جنديا أسر أثناء تأديته لمهمة من طرف الدولة، وكذلك حول بين الأسرى الأحياء وجثث الأسرى القتلى.
الصفحة 133 من 859