لم تكن هناك حاجة للانتظار حتي اندلاع عملية التهجم الكلامية بين ولي العهد السعودي والقذافي السبت في شرم الشيخ، حتي ندرك عمق الشرخ القائم بين الدول العربية في قضية العراق. كما ان الجرأة الكبيرة التي أبداها حاكم احدي الامارات الخليجية عندما طرح مبادرة تطالب صدام حسين وأتباعه بمغادرة العراق كانت مجرد تعبير علني عن التصورات والمواقف السائدة منذ مدة بعيدة قبل القمة الحالية.
أخط هذه الرسالة في رأسي منذ أشهر طويلة، لأصدقائي في "ميرتس"، منذ أن قلت ما قلتُ أمامكم وتركت "ميرتس" بحزن. اليوم، والفشل الانتخابي لليسار من ورائنا، قد يكون فيما سأقوله إقتراح لقاعدة أمل جديد للمستقبل.يتحدثون عن حساب النفس في اليسار، وقد سمعت أصواتًا تقول وكأن الخطأ كان في إنعدام التصميم المطلوب، ضد الاحتلال وضد حكومة شارون، وكأنه من الواضح أن اليسار صادق، والآن ما تبقى هو طرح مواقف أكثر راديكالية وبمثابرة أكبر، وفي النهاية سيفهم الجميع. هذا هو الخطأ الأكبر على الاطلاق. الحرب لم تنشب لأن شارون أصبح رئيس حكومة، بل على العكس، شارون أنتخب بسبب الحرب.
الأنباء عن مكانة ومستقبل شاؤول موفاز، كوزير "أمن" قادم، ليست متضاربة. هذا صحيح: رئيس الحكومة أريئيل شارون يستمر في إعادة الكلام في أذن كل من يتطوع للسماع، بأن "شاؤول موفاز هو وزير ‘الأمن‘ القادم". في ليلة الانتخابات قام شارون بخطوة كبيرة ووصف موفاز بأنه "وزير أمن الشعب اليهودي". شارون مُلزَم أمام موفاز بإلتزام شخصي علني، وليس لديه في هذه اللحظة أي سبب للتنكر لهذا الالتزام.من جهة ثانية: غالبية الأشخاص المحيطين بشارون، منهم أكثر المقربين له، ومنهم أولئك المسؤولين من طرفه عن إدارة المفاوضات الائتلافية، موحدون في رأي صلب: فيما لو، وعندما، يشترط حزب "العمل" دخوله إلى الائتلاف بالحصول على حقيبة "الأمن"، فإن شارون سيضطر لخرق وعده الشخصي لموفاز. هذه الأقوال سُمعت بصوت واضح وصافٍ خلال الأسبوع الأخير، من أفواه ثلاثة أشخاص مُقرِرِين على الأقل، مُقرَبين ومؤثِرين في بلاط شارون.
مع فوز الليكود في الانتخابات التشريعية بهذا العدد الكبير من النواب والوجوه الجديدة، تفتح ابواب البرلمان الاسرائيلي امام نواب غير اعتياديين، من النجل الأكبر لرئيس الوزراء ارييل شارون إلى عنصر سابق في أجهزة الأمن الداخلي (الشين بيت) متهم بجريمة قتل، مرورا بنادلة شابة.
الصفحة 835 من 883