مع فوز الليكود في الانتخابات التشريعية بهذا العدد الكبير من النواب والوجوه الجديدة، تفتح ابواب البرلمان الاسرائيلي امام نواب غير اعتياديين، من النجل الأكبر لرئيس الوزراء ارييل شارون إلى عنصر سابق في أجهزة الأمن الداخلي (الشين بيت) متهم بجريمة قتل، مرورا بنادلة شابة.
وفي حين رحب بعض المعلقين بهذه الوجوه الجديدة في الكنيست معتبرين انها خير دليل على وضع الديموقراطية في اسرائيل، دانت الصحافة ظاهرة المحسوبية التي باتت متجذرة على حد قولها في الثقافة السياسية الاسرائيلية.
ونواب الليكود الـ 38 هم المدرجة اسماؤهم في صدارة لائحة مرشحي الحزب للنيابة التي اعدتها اللجنة المركزية. غير ان عناصر من اوساط الاعمال المشبوهة اخترقت على ما يبدو هذه اللجنة وقد شابت فضائح رشاوى وعمليات شراء اصوات اختيار المرشحين واقتضت فتح تحقيق.
وحمل الامر شارون على الغاء نظام انتخاب المرشحين للنيابة.
واعتبر العديدون بمثابة فضيحة حقيقية دخول ايهود ياتوم (54 عاما) الى الكنيست، وهو مسؤول سابق في الشين بيت، اتهم بتحطيم رأس فلسطينيين قبض عليهما على قيد الحياة، بعد ان خطفا حافلة اسرائيلية في جنوب تل ابيب عام 1984 وهددا بقتل ركابها.
وحالت هذه القضية دون ارتقاء ياتوم الى مناصب مسؤولية مثل منصب مستشار شارون لشؤون مكافحة الارهاب. غير انه بدأ بفضل "الليكود" الآن صفحة جديدة كنائب.
من جهة اخرى، انتخب داني ياتوم شقيق ايهود ياتوم والرئيس السابق للموساد (اجهزة الاستخبارات) على اللائحة العمالية. وقد عرف هو ايضا اوقاتا عصيبة عام 1997، حين تحولت عملية خطط لها لتصفية مسؤول في حركة "حماس" في الاردن خالد مشعل الى كارثة حقيقية.
غير ان الاكثر غموضا بين النواب الجدد في الكنيست يبقى بالتأكيد عومري شارون، نجل رئيس الوزراء. فهو بقامته الضخمة ورأسه الحليق وثيابه الرياضية والقرط المتدلي من اذنه، بعيد الى اقصى حد عن الصورة النموذجية للنائب الاسرائيلي.
ميزة عمري شارون الوحيدة هي انه ابن رئيس الوزراء، وقد اكتسب في ظل والده صفات المندوب المكلف المهمات السرية والحساسة في المنطقة.
ودهش العديدون حين علموا ان والده كلفه القيام بمهام عدة لدى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، العدو اللدود الذي طالما رفض شارون التفاوض معه.
وقد تقبلت الاوساط السياسية "عمري الشاب الطموح" طالما ان طموحاته اقتصرت على التردد على مقاهي تل ابيب الرائجة. لكن مع بروز "عمري النائب"، عادت الاتهامات بالمحسوبية الى الظهور.
ومن بين نواب الليكود ايضا نعومي بلومنتال، النائبة السابقة لوزير البنى التحتية المتورطة في فضيحة شراء اصوات في انتخابات الليكود والتي كانت بالامس منبوذة.
اما النائبة الاصغر سِناً عنبال غافرئيلي (27 عاما)، فهي نادلة سابقة ادرجت على لائحة مرشحي الليكود للنيابة متقدمة على احد ابرز شخصيات الحزب، رئيس بلدية القدس الغربية ايهود اولمرت.
واتهمت الصحافة شوني غافرئيلي والد النائبة، وهو رجل اعمال مرتبط بحسب المعلومات الصحافية باوساط الاعمال المشبوهة، بانه هو الذي اوصلها الى الكنيست للحصول على ضغط من اجل تشريع فتح كازينوهات القمار في اسرائيل، وهو ما يطالب به منذ سنوات.
وسيضم الكنيست الجديد ايضا ميخائيل غورلوفسكي الذي لم يعرف من العمل السياسي سوى قيادة سيارة افيغدور ليبرمان، احد زعماء اليمين المتطرف، حتى قبل شهرين.
وادرج غورلوفسكي في المرتبة السابعة والعشرين على لائحة مرشحي الليكود، وهي المرتبة المخصصة لممثل عن المهاجرين اليهود من روسيا. ودخل الكنيست في ظل الانتصار الساحق الذي حققه الليكود.