البرامج الإخبارية الثلاثة في القنوات التلفزيونية المركزية الثلاث في اسرائيل اختارت التزود بمعلقين مساعدين استعدادًا للحرب الوشيكة على العراق. العنصر الأساسي في هوية الثلاثة جميعاً هو الماضي العسكري – "الموسادي": ايتان بن الياهو وعاموس مالكا هما جنرالان سابقان في الجيش، ورؤوفين مرحاف، من "الموساد". هذه الحقيقة تشكل مرحلة اخرى في عسكرة الأعلام الأسرائيلي، منذ اندلاع الأنتفاضة.النقطة المركزية هي الفرق الحاسم بين البرامج السياسية التي تشرح "السياسي" وتفسره وبين الأخبار (نيوز). تأثير البرامج السياسية ليس كبيرًا جدًا. فالمشاهد يدرك انه يشاهد خليطاً (سوبرماركت) من المواقف - يسار، يمين، متدينين (حريديم)، علمانيين - وتساعده منظوماته الدفاعية على الفهم ان لكل متحدث موقفاً مسبقاً يأتي الى البرنامج لترويجه.
سكان سديروت يتذمرون في الآونة الأخيرة من الوضع الأمني في مدينتهم. انها أنانية خالصة، والدليل - ليس بعيدًا عنهم يسكن رجل مسن ليس معافى تماماً، لكنه لا يشكو البتة. صحيح انه يتغيب عن منزله كثيرًا بسبب عمله في القدس، وانه محاط بحرّاس شخصيين، وان مزرعته مسيجة ومزينة بنقاط حراسة وفوقه سماء خالية من الطائرات، لكن لا يزال يجدر بجيرانه اتخاذه قدوة لهم.ارئيل شارون هو المواطن الأول والوحيد في اسرائيل الذي يمنع تحليق الطائرات من فوقه. خريطة العمل الجوي تشمل تقييدا غير مسبوق – "مزرعة الجميز" (مزرعة شارون الخاصة، ومسكنه الشخصي - المترجم) هي "منطقة محظورة الطيران". كما هو معروف، اقتصر هذا التقييد، في السابق، على الفرن الذري في ديمونة ومنشآت قليلة اخرى. "الشاباك" يدحرج مسؤولية الاعلان عن "منطقة عسكرية مغلقة" على الجيش، وفي سلاح الجو يرفضون الإفصاح عما يمكن ان يحدث لأي طيار يتم اكتشافه فوق الزرعة.
كتب: محمد دراغمة
رغم إحساسه وإدراكه لصحة التحذيرات التي يطلقها الكثيرون عن مدى خطورة حكومة شارون اليمينية - الدينية الجاري تشكيلها، والتي أقل وصف يطلق عليها هو أنها "حكومة حرب"، إلا أن الشارع الفلسطيني لا يظهر مخاوف زائدة تجاهها.
من شدة الحماس في المفاضات مع المفدال والليكود حول الطابع اليهودي - الديني لدولة اسرائيل، نسي قادة "شينوي" التحدث مع شركائهم المستقبليين حول مستقبل الدولة الديموقراطي - الصهيوني. الإنشغال بهذا المستقبل لم يعد من نصيب المفكرين؛ السؤال النظري – ما إذا كانت أقليةٌ يهودية ستظل مسيطرة على اغلبية عربية - سيغدو في الكنيست الـ 16 سؤالاً وجودياً. ولكن، على الرغم من أن جميع خبراء الديموغرافيا يؤكدون أن عدد العرب بين البحر والنهر سيفوق عددهم من اليهود قبل نهاية هذا العقد، إلا أن مُنتخبي الجمهور يطمسون الموضوع.
الصفحة 839 من 883