"هل جننت؟ أتزور عرفات الآن؟ عرفات لم يعد ملائما! لقد انتهى!" هذه هي الردود التي تلقيتها من بعض الناس بعد ان شوهدت في التلفزيون الإسرائيلي عندما قمت بزيارة الرئيس في المقاطعة.هل انتهى عرفات فعلا؟ إنه لم يسمع بذلك. لقد كان مزاجه جيدا. كان يبدو في السنوات الأخيرة تعبا أحيانا، وفي بعض الأحيان منطويا على ذاته. أما في هذه المرة فقد كان في ذروة نشاطه. كان الحديث معه مشوقا وردوده كانت سريعة، مزاحه المرح طال مساعديه، ولم يخل الأمر من ملاحظات لاذعة.
ولد هذا الشعار تلقائيا، أمام الجدار في قلقيلية، في المكان الذي تحول فيه السور إلى جدار يتجه نحو الشرق، إلى عمق المناطق الفلسطينية. بالمقابل، تظاهر الفلسطينيون في الجهة الأخرى. حاولنا البحث عن لازمة قصيرة لنرددها في مكبرات الصوت، وقد أثمر الجهد المشترك هذه الكملات التي تحتوي على الرسالة بكل ما فيها من مضمون.
كتب محمد دراغمة:
عندما تنبهت المؤسسة الرسمية الفلسطينية، ولو متأخرة حوالي العام، إلى المخاطر التي يشكلها الجدار الفاصل أو السياج الأمني الجاري إقامته داخل أراضي الضفة الغربية المحتلة، جعلته أولوية أولى، وأقرت في جلستها الأخيرة برنامجاً سياسياً وإعلامياً لمواجهته وتبيان الخطورة التي يمثلها على أية تسوية مستقبلية بين الشعبين.
في الرابع من حزيران 1982 اطلق مسلح فلسطيني الرصاص على السفير شلومو أرغوف موفراً لوزير الدفاع، ارئيل شارون، مبرراً لشن حرب للقضاء على <<منظمة المخربين المسماة م.ت.ف.>> . وبعد مرور 21 عاما، وقف رئيس الحكومة، ارئيل شارون، الى جانب ممثل رفيع عن "م.ت.ف" معلنا تعهده بتأييد اقامة دولة فلسطينية مستقلة. ليس هذا مجرد تزامن احداث بالصدفة: الطريق نحو العقبة بدأت في حرب لبنان. هناك بدأت صحوة كلا الشعبين من حلم حل النزاع بقوة الذراع. هناك بذر شارون بذور تقسيم ارض اسرائيل (فلسطين) الكاملة. وها هو يحصدها، اليوم، ربما بفرح وربما بالدموع.
الصفحة 786 من 860