بقلم: آري شبيط
ميرون بنبنيستي وحاييم هنغبي لم يتحاورا ولم يتبادلا الحديث. فالأول يسكن في القدس، على حدود الصحراء، يحاول تأليف كتابه الاخير. فيما يسكن الثاني (هنغبي) في ضاحية "رمات افيف" بجوار البحر المتوسط، يحاول صياغة، "مانفيستو" اخير صاعق. لكن كليهما على حد سواء، بلغا هذا الصيف نقطة تحول مثيرة في تطورهما الفكري، اذ توصل كل من بنبنيستي وهنغبي الى استنتاج مؤداه بأنه لم يعد هناك امل في انهاء الصراع (الاسرائيلي الفلسطيني) بحل يستند الى دولتين. لقد توصلا، كل على حدة، الى نتيجة بأنه آن الأوان للعمل من اجل انشاء دولة واحدة في البلاد، تمتد بين النهر والبحر، دولة ثنائية القومية.
تعصف رياح صنع التاريخ بالشرق الأوسط هذه الأيام. فالقوى الاجتماعية التي ازدادت صلابة إثر تعزيز فكرة النظام العربيّ في حقبة ما بعد السبعينات من القرن الماضي، تفككت بضربة إزميل سددتها سياسة دونالد رامسفيلد المبتكرة للتدخل العسكري المباشر، ما استهدف المنطقة في الصميم.
لمراسل "هآرتس" في لندن
في المظاهرات الحاشدة التي جرت خلال الشهرين الاخيرين في بريطانيا ضد الحرب على العراق، رفعت يافطات وشعارات تحمل ادانة لاسرائيل وممارساتها تجاه الشعب الفلسطيني. ويلاحظ ان الربط بين النزاعين يستغل من قبل تنظيمين اسلاميين بارزين في بريطانيا - "المجلس الاسلامي في بريطانيا" (MCB) وهو اعلى هيئة للجالية المسلمة في بريطانيا و"الاتحاد الاسلامي في بريطانيا"(MAB) – بهدف الامعان في الاساءة لاسرائيل والطعن في شرعيتها.
قائد القوات البرية التابعة للجيش البريطاني في العراق، الضابط الذي احتلت قواته البصرة، هو الجنرال روبين بريمز. روبين، كإسم مساعد "باتمان" المخلص، الرجل الوطواط الذي يحارب الجريمة في المدينة الكبيرة بين النهرين. وبعيدًا عن نيويورك، إحتل "باتمان" وروبين العالم، أمس، في بغداد، مقر العدو الأكبر، صدام حسين، وقررا حقيقة تاريخية: الغرب عاد إلى الشرق منتصرًا - الشرق الذي رحل عنه.كما أن توني بلير ساهم نوعًا ما في إصلاح ما خرّبه واحد من سابقيه برئاسة حكومات "العمل" البريطاني، هارولد ويلسون.
الصفحة 756 من 859