لم يكن فوز محمود عباس (المعروف أيضاً بـ"أبو مازن") في الانتخابات الفلسطينية مفاجئاً. مجدداً أثبتت العملية الانتخابية المنظّمة والحملة الناشطة والانفتاح على وسائل الإعلام أنّه إذا تأسّست دولة فلسطينية، فستكون أوّل ديمقراطية عربية. لكنّ الدولة لم تتأسّس بعد، والنظام الذي يرأسه عبّاس الآن ليس سوى تهيئة للمسرح.
لقد أصبح هذا رسميا: أقيمت "الديمقراطية الأولى في العالم العربي" أو "الديمقراطية الثانية في الشرق الأوسط".
لقد أثارت الانتخابات الفلسطينية إعجاب العالم. فبينما كانت تجرى في الدول العربية انتخابات ما، كان يرشح فيها مرشح وحيد، يحصل على 99.62 بالمئة من الأصوات، ها هي ذي انتخابات يتنافس فيها سبعة مرشحين، وكانت حملة انتخابية يقظة، وقد حظي المرشح الفائز فيها على 62 بالمئة فقط.
رويدا رويدا تتكشف الحقائق أكثر فأكثر من خلف ما يسمى بخطة الفصل، التي بادر اليها اريئيل شارون. و"جديد" اليوم هو قرار حكومي سري، اتخذه شارون بالتزامن مع اقرار حكومته لخطة الفصل من اجل تنفيذ مشروع استيطاني رهيب، يهدف الى سلب أملاك فلسطينيين في الضفة لأراضيهم وأملاكهم التي ضمتها اسرائيل قسرا الى منطقة نفوذ القدس، هذه المنطقة التي وسعتها اسرائيل لنفسها في فترات مختلفة.
حتى إبليس لا يعرف كيف وقعتُ في هذه الورطة العفنة. أستيقظ صباحا ولا أصدق ما تراه عيناي. ما الذي حدث؟ أنا، أريك شارون، أشن حربا ضد المستوطنين؟ أنا الذي أسكنتهم هناك منذ البداية؟ أنا الذي رأت بنات أفكاري عملية الاستيطان ورسمتها على الخارطة، قبل أن يحلم المستوطنون ذاتهم بها؟
الصفحة 727 من 859