في السادس عشر من شهر شباط الماضي صادقت الكنيست بأغلبية 59 صوتاً مقابل أربعين صوتاً معارضاً على قرار الحكومة بإخلاء جميع المستوطنات اليهودية في قطاع غزة، وأربع مستوطنات أخرى في شمال "السامرة" (الضفة الغربية).
وبعد مرور أربعة أيام قررت الحكومة بأغلبية سبعة عشر صوتاً مقابل خمسة أصوات وضع الخطة المصادق عليها في الكنيست موضع التنفيذ. إن لم تحدث تطورات غير متوقعة، فسوف نشهد في صيف العام الحالي إخلاء قرابة 8000 مستوطن يهودي من بيوتهم وإعادة توطينهم في أماكن بديلة في إسرائيل.
قبل بضع سنوات تحدثت مع أديبة إسرائيلية شابة. لقد فاجأني أنه رغم إحرازها لنجاح كبير وحيازتها على النقد البناء، بينما كانت صغيرة السن نسبيا، كانت تبدو غير واثقة بنفسها إلى حد كبير.
عندما سألتها عن السبب، قالت إن طفولتها كانت بمثابة جحيم. لقد اكتنف البيت سرّ دفين. سرّ فظيع جدا، كان يُمنع حتى السؤال عنه. وقد اكتشفت مع مرور الأيام أن والديها كانا في معسكر أوشفيتس. لقد كانت تعاني كل الوقت من الخوف، وكانت تحت تهديد دائم. "لم أشعر ذات مرة بالأمان"، قالت.
إذا كانت عائلة اسحاق رابين قد غفرت لأريئيل شارون وباتت ترى فيه مكملاً لطريق رئيس الوزراء المقتول فهذا حقها الكامل. ليس هناك أوصياء أكثر إخلاصاً لتراث الشخص من أبناء عائلته. لكني لست جزءاً من هذه العائلة، ولذلك عندما تتم دعوة شارون لإلقاء كلمة في الذكرى العاشرة لجريمة القتل، فإنني أسجل هنا تحفظاتي.
في اللحظة التي تسلم فيها رئيس الأركان الجديد، دان حالوتس، مهامه رسميا، احتججت مع مجموعة من المتظاهرين أمام بوابة وزارة الدفاع الإسرائيلية ضد تعيينه. وقد كان شعارنا: "أجنحتك ملطخة بالدماء". وهو بمثابة تذكير بالأقوال التي تفوّه بها بعد قيام سلاح الجو بإلقاء قنبلة تزن طنا على منطقة سكنية في غزة بهدف قتل ناشط "حماس"، صلاح شحادة. وقد قضت القنبلة كما هو معلوم، على حياة 14 فلسطينيا آخر، منهم تسعة أولاد.
الصفحة 720 من 859