"اعتدال" قضائي في مواجهة الحكومة والكنيست وتضييق الخناق على التماسات المنظمات الحقوقية!
غرونيس، الذي أتيحت له رئاسة المحكمة بفضل "قانون شخصي خاص" بادر إليه اليمين في إسرائيل، جسّد موقفه المعارض لـ"الفاعلية القضائية" في سلسلة من القرارات التي رفض فيها إلغاء عدد من القرارات والقوانين نظرا لعدم دستوريتها
عاشت إسرائيل طوال معظم سنوات وجودها في ظل إشكالية الأمن، أي في ظل التناقض بين قوتها العسكرية وبين قدرتها على توفير أمن حقيقي لمواطنيها. ويبين التاريخ أن قدرتنا على ردع أعدائنا عن التفكير بخوض حرب أو مواجهة ضدنا تنحسر وتتلاشى عندما نصل بالذات إلى أوج قوتنا العسكرية، وفي كل مرة تكون النتيجة اندلاع نزاعات مسلحة عنيفة توقع خسائر بشرية واقتصادية باهظة وتضعف أمننا القومي.
رئيس الحكومة الايطالي السابق، ماسيمو دالما، قام خلال زيارته لاسرائيل قبل اسبوعين باستضافة مجموعة صغيرة من الاسرائيليين، من الشخصيات العامة والدبلوماسيين السابقين، لتناول مأدبة العشاء معه. المحادثة سرعان ما دارت حول مقابلات شارون التي أجراها عشية العيد. أحد الاسرائيليين من اولئك الذين تحولت دعاية اسرائيل واعلامها الي عملة اخري له، بغض النظر عن سياسة الحكومة التي تخدم في اسرائيل، عبر عن ثقته التامة بأن شارون يقصد ما يقوله حول السلام وانه يدرك ان حل الصراع هو اقامة دولة فلسطينية الي جانب اسرائيل. رجل اليسار الايطالي البارز قال انه كان قد التقي مع شارون مطولا قبل 3 ـ 4 سنوات خلال زيارة الاخير لروما.
نشر في يوم الفاتح من كانون الثاني الحالي خبر في عدة مواقع إخبارية إسرائيلية تحدث عن لقاء على وجبة إفطار جمع بين "الطفلة الفلسطينية التي شتمت جنوداً إسرائيليين" وبين رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان.
سوف أوضح بإيجاز لمن فاتته تفاصيل الحكاية أن الأمر يتعلق بالطفلة الفلسطينية عهد التميمي (13 عاما) ابنة ناريمان وبسام تميمي من قرية "النبي صالح" قضاء رام الله. وقد نشرت حكاية "عهد" في مواقع التواصل الاجتماعي قبل بضعة أسابيع، بعدما التقطت لها صور في المظاهرة الأسبوعية في القرية بينما كانت في "مواجهة" مع جنود إسرائيليين حاولوا قمع المتظاهرين، حيث نشرت صورها على نطاق واسع لتتحول إلى بطلة فلسطين، من وجهة نظر بعض المتصفحين، والى تهديد أمني وخطر على وجود دولة إسرائيل، من وجهة نظر آخرين.
الصفحة 682 من 859