صدر عن معهد الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست الإسرائيلي مؤخراً بحث تمت كتابته بطلب من "لجنة الأمن القومي" البرلمانية. وهو يتناول، كما جاء في مقدمته، الشكاوى المتعلقة بالمخالفات التي يرتكبها رجال الشرطة (أثناء الخدمة أو خارج الخدمة) والجهات التي تتعامل معهم.
وهو يفصّل أن الجهات الرئيسة التي تتعامل مع الشرطة في الشكاوى هي: قسم التحقيقات مع عناصر الشرطة (ماحش) في النيابة العامة بوزارة العدل – وهو هيئة مستقلة تحقق في شبهات ارتكاب جرائم جنائية عقوبتها السجن لأكثر من عام، وتقدم الاتهامات كتابياً في الحالات التي وجدت مناسبة. الجهة الثانية هي: الإدارة التأديبية للشرطة – المخولة باتخاذ الإجراءات التأديبية والإدارية ضد عناصر الشرطة، وكذلك مخالفات القوانين الأخرى والمخالفات المتعلقة بالكفاءة المهنية للشرطة أو بالجوانب المهنية. أما الجهة الثالثة فهي وحدة شكاوى الجمهور في الشرطة، وهي هيئة تتعامل مع جميع شكاوى الجمهور بخصوص الشرطة؛ بعض هذه الشكاوى يتعلق بعناصر الشرطة.
برهنت ردات الفعل المتواترة على الخطة التي طرحها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بشأن إدارة قطاع غزة بعد الحرب المستمرة ضده، بواسطة وثيقة خاصة عمّمها ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية مؤخراً، على ما يمكن توصيفه بأنه فتور ولا سيما في الولايات المتحدة، وكذلك في إسرائيل أيضاً.
سعت إسرائيل على مدار العقود الماضية إلى تحويل مجال صناعة التقنيات العسكرية والأمنية وتطويرها إلى مصدر قوة، وقد تمكّنت بالفعل من أن تحجز لها مكانة متقدّمة حتى في أوساط الدول الرائدة عالمياً في هذا المجال، ويعزى ذلك، بشكل كبير، إلى وجود "ميزة" فريدة تمنحها أفضلية لتحقيق "نجاحات" في هذا المجال تتمثل باستمرار احتلال الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ما يوفّر لها ساحة مفتوحة لاختبار هذه التقنيات والمنظومات، والتأكد من فعاليتها بناءً على مبدأ التجربة والخطأ. غير أنّ صبيحة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أدّت إلى انتكاسة إسرائيلية في هذا المضمار، أثرت على قدرتها على تسويق هذه التقنيات بسبب الضربة الكبيرة التي تعرّضت لها وتحديداً في ما يتعلّق بالجدران العازلة، والتقنيات الأمنية في المناطق الحدودية.
يتناول هذا المقال الموقف الأميركي المتغير من المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة عام 1967. خلال فترة ولاية باراك أوباما (2016)، اعتبرت الولايات المتحدة المستوطنات غير قانونية، وهي وجهة نظر عكسها دونالد ترامب، الذي رأى أنها لا تنتهك القانون الدولي بطبيعتها (وهو ما بات يعرف بـ"إعلان بومبيو" للعام 2019). في شباط 2024، عادت الولايات المتحدة في ظل إدارة جو بايدن إلى معارضة شرعية المستوطنات، لا سيما بعد موافقة إسرائيل على بناء وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية. ويوضح هذا التحول في السياسة، المتأثر بالعوامل الانتخابية وعدم امتثال إسرائيل للمطالب الأميركية، العلاقة المعقدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وعلى الرغم من دعم إسرائيل في الصراع في غزة، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مستوطنين إسرائيليين وانتقدت بنيامين نتنياهو، وألمحت إلى اعتراف محتمل بدولة فلسطينية في ترتيبات السلام المستقبلية.
الصفحة 68 من 883