حظيت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بإجماع واسع النطاق داخل المجتمع الإسرائيلي بمختلف تياراته وتوجهاته وفئاته، وذلك منذ يومها الأول، وكان من أبرز تمثّلاته التشجيع واسع النطاق، والدعم المطلق للمستويين السياسي والعسكري في الأهداف التي تم تبنّيها في الأيام الأولى، والتشجيع على الانتقام وارتكاب المجازر وعمليات الإبادة في قطاع غزة، ناهيك عن تصريحات بعض السياسيين، وما شهدته أستوديوهات التحليل في الفضائيات والمقابلات في وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها من عمليات تحريض على القتل والإبادة الجماعية واستخدام السلاح النووي وغير ذلك.
أشار استطلاع الرأي العام الأخير الذي نشر نتائجه "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية"، نهاية الأسبوع الأخير، إلى تفاقم واضح في السلبية التي تميز نظرة الجمهور الإسرائيلي تجاه موضوعيّ الأمن والديمقراطية بشكل خاص، وذلك في ضوء استمرار الحرب العدوانية التدميرية على قطاع غزة منذ أكثر من أربعة أشهر متواصلة وكإحدى النتائج المركزية التي أفرزتها، فعلياً حتى الآن، هذه الحرب وحقيقة استمرارها من دون أن تبدو في الأفق، من المنظور الإسرائيلي تحديداً، أية بوادر تدل على قرب انتهائها وانسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل والنهائي من هناك، من جهة، أو أي مؤشرات جدية على إمكانية تحقيق أهدافها المعلنة، من جهة أخرى.
يلقي تقرير جديد لمراقب الدولة الإسرائيلية الضوء على مشكلة تلوث الهواء مؤكداً أنه السبب البيئي الرئيس لحالات الوفيات والمرض في إسرائيل، وأن تكلفة تلوث الهواء الناجم عن وسائل النقل البري في العام 2018 بلغت حوالى 7.2 مليار شيكل، في حين قُدرت نسبة تكلفة تلوث الهواء من السيارات الثقيلة من هذا المبلغ بـ 61%. وهو يلقي مسؤولية تصحيح القصور في هذا الشأن على عاتق وزارات المواصلات والمالية وحماية البيئة والطاقة والداخلية وسلطة الضرائب وشركة الكهرباء.
مع اقتراب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي اندلعت في إثر عملية "طوفان الأقصى" يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، من دخول شهرها الخامس، يمكن ملاحظة أنها بدأت بالدفع قدماً نحو صدارة الجدل في إسرائيل عدة أمور، لعلّ أبرزها ما يلي: ما الذي يتعيّن على إسرائيل أن تستخلصه من صراعها مع الشعب الفلسطيني على مدار الأعوام التي مضت منذ إقامتها، ونكبة العام 1948؟
الصفحة 72 من 883