كشفت أربع محطات سياسية صدامية شهدها الكنيست في الأسابيع القليلة الماضية عن اتساع الفجوة بين حزب "العمل"، المنخرط ضمن كتلة "المعسكر الصهيوني"، وبين كتلة "ميرتس"، إذ أن الأول عاد ليغيّب الفوارق المفترضة إسرائيليا بينه وبين حزب "الليكود" اليميني المتشدد، في حين أن كتلة "يوجد مستقبل" المحسوبة إسرائيليا على خانة ما يسمى بـ "الوسط"، أسقطها صنّاع الرأي الإسرائيليون من خانة "الاعتدال"، وكل هذا خلق جدلا واسعا في وسائل الإعلام الإسرائيلية خاصة المكتوبة منها.
أكد باحثان من "معهد دراسات الأمن القومي" في جامعة تل أبيب أنه في ضوء آخر المستجدات التي طرأت على الأوضاع الإقليمية، بات المطلوب من إسرائيل تفكير جريء يحدد أن ظاهرة "داعش" تشكل تهديدا أخطر حتى من التهديد الإيراني، حيث أن سيناريو نجاح هذا التنظيم في الاستيلاء على أراض في هضبة الجولان والتمركز فيها، سيضع إسرائيل في مواجهة طرف لا يخضع لـ"قواعد لعبة" كتلك القائمة بين الدول، على عكس إيران وسورية وحزب الله التي يخضع الصراع معها إلى "قواعد لعبة" منطقية ومنظمة.
قال المحلل العسكري الإسرائيلي البارز رون بن يشاي إن القدرة القتالية لتنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش") في سيناء تشكل تحدّياً جديداً للجيش الإسرائيلي.
وجاءت أقواله في سياق تحليل نشره في نهاية الأسبوع الفائت في الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، استهله بالقول: "إن الهدف من الهجوم الإرهابي الذي شنه تنظيم داعش في سيناء مؤخراً هو زعزعة الحكم المصري العلماني للرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر. لكن يبدو من التقارير الأولية وغير الواضحة الآتية من سيناء أن ليس السيسي وحده من يجب أن يقلق بل إسرائيل أيضاً".
قال رئيس حزب "يش عتيد"، عضو الكنيست يائير لبيد، أمس الاثنين، إن على رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، الاستقالة من منصبه في حال وقعت الدول الست الكبرى اتفاقا مع إيران حول البرنامج النووي للأخيرة.
وأوضح لبيد سبب مطالبته هذه، خلال مقابلة أجراها معه موقع "يديعوت أحرونوت" الالكتروني، بأن "نتنياهو قال لمواطني إسرائيل ’أنا الوحيد الذي يعرف كيفية منع اتفاق مع الإيرانيين’، وفي نهاية الأمر وبسببه لم يتم منع هذا الاتفاق السيئ".
الصفحة 638 من 859