تلقت الحكومة الاسرائيلية في نهاية الاسبوع المنصرم نسخة جديدة من الصيغة المعدلة للخطة الامريكية بشأن الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، المسماة "خريطة الطرق". وافادت المصادر الرسمية الاسرائيلية ان الرد الرسمي الاسرائيلي عليها سينقل الى الإدارة الامريكية فقط بعد ظهور نتائج الانتخابات التشريعية في اواخر يناير 2003.
وابدت اسرائيل ارتياحها للخطة الجديدة المعدلة، التي تتشدد في شروطها تجاه السلطة الفلسطينية، بينما تبدي تفهما لما تسميه "مقتضيات التطور الطبيعي" في المستوطنات الاسرائيلية المقامة فوق اراضي الدولة الفلسطينية.
من المتوقع أن يواصل شارون تصدير أزماته من خلال الحديث عن "مخاطر" الأزمة العراقية، ولربما افتعال أزمات على الجبهتين الفلسطينية واللبنانية، لأشغال المواطنين الإسرائيليين بكيفية الحفاظ على أمنهم بدلا من الانشغال بفشل شارون وبالتالي بالتخطيط لمعاقبته في صناديق الاقتراع.
"..إذا كان العرب والفلسطينيون يستطيعون تنظيم قوتهم وإبداء الإشارات الصحيحة فقد يتمكنون من تغيير لغة الخطاب السياسي الإسرائيلي الداخلي لمصلحتهم. في الوقت نفسه يستطيعون الفوز بالدعم المطلوب في الغرب وهو ما قد يساعد في كبح الإسرائيليين عن متابعة ضربات اكثر ثقلا وتدميرا على الشعب الفلسطيني المنكوب.."
صمود حكومة الوحدة بين الليكود والعمل عامين كاملين شكل الارضية المتينة لبناء مكانة شارون الداخلية والدولية، ولسحق حزب العمل؛ الساحة السياسية بعد الانتخابات ستثبت تحوّل جميع الاحزاب الصهيونية نحو اليمين؛ فوز الليكود المتوقع بفارق كبير على حزب العمل في الانتخابات القادمة، يعني ان حزب العمل الذي كان الحزب الرئيسي على الساحة الاسرائيلية خلال سنوات طويلة، اصبح عنصرا ثانويا، الامر الذي سيفقد اسرائيل استقرارها الداخلي.
الصفحة 1019 من 1047