حروب المنطقة كلها كانت تصب في خدمة السياسة الإسرائيلية وفي منبع التآمر الأمريكي على الشعوب العربية وتطورها، فحرب العراق وإيران جاءت لتخدم المشروع الإسرائيلي الأمريكي في الإنفراد بالمنطقة، وكذلك ديمومة التفوق الإسرائيلي على جميع أنظمة الحكم في الشرق الأوسط. ونتائج الحرب العراقية - الإيرانية وبدايتها كما نهايتها كانت مؤسفة ومخجلة، وكانت تعبر عن جهل وقلة تفكير الذين فرضوها على شعوبهم وعلى المنطقة وعلى العالم.
عشر سنوات، بالتقريب، احتاج اليها المهاجرون من دول الإتحاد السوفييتي السابق الى اسرائيل للخروج من الأعشار الدنيا والاستقرار في قلب الطبقة الوسطى في اسرائيل. وحسب التقديرات، فان نصف القوة العاملة بين المهاجرين من الاتحاد السوفييتي السابق ينتمي، وفق كل المعايير، الى هذه الطبقة. وثمة اجماع على ان هؤلاء المهاجرين تأقلموا واندمجوا بسرعة فائقة، مما اثار حسد وغضب قطاعات مختلفة من السكان في اسرائيل من جهة، وشكل مصدر فخر واعتزاز لدى المهاجرين انفسهم. هؤلاء تحديدًا هم الذين خاطبهم حزب "شينوي" في الانتخابات الأخيرة، وكثيرون منهم سوَّغوا تصويتهم لهذا الحزب بالقول "حتى لو لم نصبح طبقة وُسطى بعد، الا اننا نطمح الى الوصول اليها". ولكن، على ضوء الخطة الاقتصادية الجديدة، من المشكوك فيه ان يحقق المهاجرون هدفهم هذا بالسرعة التي كانوا يتوقعونها. وحتى اولئك الذين وجدوا من بينهم اماكن لهم بين هذه الطبقة، من المتوقع ان يتراجعوا منها الآن الى الأعشار الدنيا. وعلى اي حال، كثيرون من هؤلاء المهاجرين ـ وحتى الذين ينتمون الى الطبقة الفقيرة ( وخاصة المسنون والأكثر جدة) ـ سوف يتضررون من هذه الخطة اكثر من السكان الآخرين.
قرر بيت منتخبي الهستدروت، (الاحد 23/3)، بدعم كل الكتل، الاعلان عن نزاع عمل في المرافق الاقتصادية في اسرائيل. وفي نهاية فترة إنتقالية من أسبوعين، سيكون من حق رؤساء العاملين في القطاعين العام والخاص البدء بإضراب، أو بتشويشات، من دون مدة زمنية محددة.
تجري الحكومة الاسرائيلية (الثلاثاء 25/3) نقاشاً ماراتونيًّا خاصًّا حول الخطة الاقتصادية والتقليصات في الميزانية العامة للدولة، ويعارض غالبية الوزراء بنودًا عديدة في الخطة الاقتصادية. ومن المتوقع أن تأتي المعارضة من وزراء من كل الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي - "المفدال"، "شينوي"، و"الليكود". وبعد تصديق الحكومة على الخطة فإنها ستنتقل إلى الكنيست للمصادقة عليها، وستمر بعملية تشريعية مركبة وطويلة، ومن المتوقع أن تحدث فيها تغييرات كبيرة، بضغط من أعضاء الكنيست والكتل ونقابة العمال الجديدة "الهستدروت".
الصفحة 967 من 1047