كتب أنطوان شلحت
قد يكون من غير المجدي أن نقرأ قرار الحكومة الاسرائيلية بالمصادقة، بأغلبية الأصوات، على خطة "خريطة الطريق" الدولية (لتسوية الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي) في منأى عن سياقيين :
(*) الأول - الصلة، التي يشترط القرار الاسرائيلي إقامتها بين المصادقة على الخطة وبين إخراجها الى حيّز التطبيق، والتي تأخذ مدلولها من تحفظات إسرائيلية شاطة ترى وجوب أن تتوازى غاية إقامة الدولة الفلسطينية، بموجب ما تنصّ عليه الخطة، مع غاية "موت" حق العودة الفلسطيني..
محافل المستوطنين المتطرفين لا تستبعد استخدام السلاح ضد الجيش الاسرائيلي
ذكر ان العشرات من ناشطي محافل اليمين والمستوطنين المتطرفين قرروا (الثلاثاء 27/5) خلال اجتماع في القدس الغربية اطلاق "حملة تحريض شخصية" ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون، اثر موافقة حكومته على "خارطة الطريق" المقترحة لتسوية النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي.
نشرت الصحف الاسرائيلية (27/5) المزيد من التفاصيل حول التحفظات الاسرائيلية على خارطة الطريق، فيما يلي قائمة بها:
1- في بداية العملية، وخلالها وكشرط لاستمرارها، يتم حفظ الهدوء. يحل الفلسطينيون الأجهزة الأمنية القائمة، ويجرون اصلاحات امنية، يتم في اطارها تشكيل اجهزة امنية جديدة تحارب الارهاب، والعنف والتحريض (على السلطة - الفلسطينية - ان تثقف وتربي على السلام). وتقوم هذه الاجهزة بأعمال احباط حقيقية للارهاب والعنف، من خلال تنفيذ اعتقالات، وتحقيقات، واحباط وتحضير الأرضية القضائية لأهداف التحقيق، والحُكم والمعاقبة. في المرحلة الاولى من الخطة، وكشرط للانتقال الى المرحلة الثانية، يقوم الفلسطينيون بانهاء ما يلي: حل التنظيمات "الارهابية" (...) وبنيتها التحتية، وتجميع السلاح غير القانوني وتسليمه الى طرف ثالث من اجل ابادته، ووقف تهريب الأسلحة وكذلك تصنيع الأسلحة في مناطق السلطة، وتفعيل سلسلة الاحباط ووقف التحريض. لن يتم الانتقال الى المرحلة الثانية بدون انهاء الحرب ضد "الارهاب". الخطط الامنية التي سيتم تطبيقها هي خطة تينت وخطة زيني (لا يشار في خارطة الطريق، كما جرى في الأطر المتبادلة، الى ان على اسرائيل وقف العنف والتحريض ضد الفلسطينيين).
انطباعي أن الكثيرين من العرب اليوم يشعرون بأن ما يحصل في العراق منذ شهرين لا يقل عن كارثة كبرى. نعم، لقد كان نظام صدام حسين من كل الوجوه جديراً بأشد الاحتقار ومستحقاً للتدمير. كما من الصحيح أن الكثيرين شعروا بالغضب ازاء المدى المذهل الذي وصله النظام في الوحشية والتسلط، وما جاء به للعراقيين من عذاب. لا شك أيضاً أن الكثير من الحكومات والأفراد تواطأ على ادامة صدام حسين في السلطة، وتجاهل ممارساته تجاه العراق والعراقيين.
الصفحة 924 من 1047