إستمر عمل لجنة اور قرابة السنتين، وتوزّع على مرحلتين. المرحلة الاولى خُصصت لجمع البيّنات واستيضاح الحقائق، في حين تمحورت المرحلة الثانية من عمل اللجنة في الشخصيات التي حذرتها اللجنة، لمسؤوليتها المحتملة، بشكل أو بآخر، عمّا جرى خلال أكتوبر 2000. وحذرت لجنة التحقيق 14 شخصية، شملت رئيس الحكومة آنذاك أيهود براك؛ وزير الأمن الداخلي حينها شلومو بن عامي؛ تسعة افراد شرطة، من بينهم القائد العام للشرطة آنذاك، يهودا فيلك، وقائد المنطقة الشمالية في الشرطة خلال مظاهرات أكتوبر، أليك رون. وتطرقت هذه التحذيرات الى أداء هذه الشخصيات أثناء مظاهرات الاحتجاج في أكتوبر 2000. كما حذرت لجنة التحقيق ثلاثة شخصيات عربية من القيادة السياسية للمجتمع العربي وهم: النواب عبد المالك دهامشة وعزمي بشارة، إضافة للشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الاسلامية- الجناح الشمالي. وتطرقت رسائل التحذير الموجهة الى النواب دهامشة وبشاره والشيخ صلاح الى ما سُمّي "تحريض المجتمع العربي" قبل وخلال أكتوبر 2000. وفي حالة الشيخ رائد صلاح أضافت لجنة التحقيق أنه "أظهر الدولة كعدو"، ومسَّ "بشرعية وجودها".
لم يكن مقدرا للهدنة التي أعلنها الفلسطينيون، في أواخر يونيو الماضي، الاستمرار بل على العكس من ذلك، إذ أن هذه الهدنة استمرت أكثر بقليل مما يجب، بحسب التوقعات. واللافت أن هذه الهدنة تم الإعلان عنها بعد محاولة الاغتيال الفاشلة لعبد العزيز الرنتيسي، القائد في حماس، وانتهت بعيد اغتيال إسرائيل لإسماعيل أبو شنب، أحد قياديي حماس، في غزة.
ضــــد الـمـــــوت
الياس خوري
مادا بعد الادانة؟
من الواجب - السهل ادانة العملية الانتحارية ضد مقر الأمم المتحدة في بغداد. فالعملية تحمل طابعاً عدمياً، عدا طبيعتها الاجرامية التي أودت بحياة الابرياء. انها دعوة الى تدمير احتمالات المستقبل العراقي، عبر اعادة بلاد الرافدين الى مربّع الموت الذي صنعه صدام حسين وجورج بوش. محاولة لاخراج الأمم المتحدة من العراق بالدم، لا هدف لها سوى تعرية العراق من كل أمل، وتحويل بغداد حاضنة للموت والفوضى وترك الشعب العراقي في الحرائق، عارياً ومكشوفاً تحت النار الاميركية، التي لا تملك الرؤية او الارادة من اجل المحافظة على وحدته. انها دعوة الى "طلبنة" العراق وتحطيمه.
عندما طرح الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش، قبل حوالي العام، "رؤيته" لحل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي أساسه قيام دولتين متجاورتين ومتساويتين في الحقوق والواجبات يعيشان جنباً إلى جنب في سلام ووئام واحترام متبادل، تفاءل الكثيرون. وكان لتفاؤلهم هذا أسبابه العديدة:
الصفحة 902 من 1047