ضغط عسكري على التنظيمات المسلحة وسياسي على السلطة الفلسطينية
يتفق معظم المحللين السياسيين في اسرائيل على ان قرار المجلس الوزاري الاسرائيلي بالرد على عملية القدس الغربية بالعودة الى نهج الاغتيالات، يعبر عن تغير في الاستراتيجية الاسرائيلية المتبعة في المواجهة مع الفلسطينيين. "الآن تغير النهج"، يكتبون، "واسرائيل ستتوجه من الآن فصاعدا للضغط العسكري المباشر على التنظيمات الارهابية، وستكتفي بالضغط السياسي على السلطة".
كتب محمد دراغمة:
ما أن أُعلن عن سقوط الهدنة رسمياً باغتيال المهندس إسماعيل أبو شنب في العشرين من آب، حتى لاح البديل في الأفق: وقف إطلاق نار بين الجانبين. لكن السؤال هو: هل تقبل كل الأطراف بهذا الاقتراح؟ وإن قبلت: هل تصمد خطوةٌ مثل هذه مدةً أطول من تلك التي صمدت فيها الهدنة؟
باتت فكرة الدولة "ثنائية القومية" تحظى بحيّز أكبر، في المساجلات والتجاذبات السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في الآونة الأخيرة، وذلك على خلفية إخفاق عملية التسوية، بانهيار اتفاقات "أوسلو"، وتعثّر تنفيذ خطة "خريطة الطريق"، كنتيجة طبيعية لمحاولات إسرائيل تغييب الفلسطينيين وفرض املاءاتها السياسية عليهم، وممانعتها إقامة دولة فلسطينية مستقلة؛ برغم من أن هذا الأمر بات مفروغا منه في الوعي السياسي الإسرائيلي، بعد أن كان من المحرمات.
من الذي اخرج مارد العنف من قمقمه بعد أن تمكن الفلسطينيون بواسطة الهدنة التي اعلنوها في التاسع والعشرين من حزيران اجراء نقلة إلى مربع جديد سياسي متقدم في النزاع لتطبق خريطة الطريق؟
وهل عملية القدس الغربية، بكل تداعياتها، هي التي فتحت من جديد الدائرة الدموية التي عاود الفلسطينيون والاسرائيليون دخولها، سيما وانها تلقي ظلالا من الشكوك المتبادلة ازاء المسؤولية عن التدهور الجديد والعودة إلى المربع الاول للصراع؟ * اغتيال القيادي في حركة حماس اسماعيل ابو شنب يعبر عن ضيق اسرائيلي من تمسك الفلسطينيين بالهدنة، ومطالبتهم المجتمع الدولي بتطبيق خريطة الطريق، ومحاولة لتحريك ميول اعلى عند "حماس " للخروج من اللعبة السياسية إلى اغراء المواجهة المسلحة.
الصفحة 903 من 1047