بذلت اسرائيل أقصى جهودها لإخماد نار فضيحة التجسس على حليفتها الكبرى الولايات المتحدة والحؤول دون تعرض العلاقات الحميمية بين الطرفين الى أزمة حقيقية, إذ كررت نفيها أن تكون دست جاسوساً في وزارة الدفاع الأميركية أو استخدمت وسائل تجسس أخرى على حليفتها.
أدت سلسلة من الفضائح والعمليات الفاشلة، التي مني بها جهاز المخابرات الاسرائيلي (الموساد) خلال السنوات الاخيرة، والتي كان آخرها قضية الشكوك القوية حول وجود جاسوس إسرائيلي في وزارة الدفاع الأميركية المرشحة للتفاعل هذه الأيام وقبلها قضية إلقاء القبض على عملاء لهذا الجهاز في نيوزيلاندا وتقديمهم إلى المحاكمة بتهمة إنتهاك سيادة تلك الدولة وتفاعلاتها المستمرة حتى الآن، الى تسليط قدر كبير من الاضواء الصحافية والاعلامية على هذا الجهاز الذي حرصت اسرائيل منذ تأسيسه في العام 1951، على اضفاء هالة من الغموض، وستار من السرية والتكتم الشديدين، على عمله وأنشطته التجسسية وعملياته الخاصة.
قال معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، زئيف شيف، يوم 29/8/2004، إن جورج تينيت، رئيس جهاز الاستخبارات الأميركية "سي. آي. إيه"، كان قد المح قبل استقالته من منصبه، وفي عدة مناسبات التقى خلالها بشخصيات إسرائيلية، خاصة رجال "الموساد" الاسرائيلي، الى وجود جاسوس لاسرائيل في مقر وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون).
الحريق وصل إلى أعلى القمة القضائية
شهد جهاز تطبيق القانون في إسرائيل، في الثلاثين من شهر تشرين الأول عام 2002 ، حادثة مربكة بصورة خاصة، بعد أن قامت الوحدة القطرية للتحقيق في الغش والاحتيال بالتحقيق- تحت التحذير- ولمدة ست ساعات، مع قاضي المحكمة العليا المتقاعد تسفي طال، من نخب وصفوة جهاز القضاء. وكانت المدعية العامة للدولة، عيدنا أربيل، قد أمرت بالتحقيق الجنائي معه بعد أن اتهمه مراقب الدولة، القاضي إليعيزر غولدبرغ، وهو زميل القاضي طال في المحكمة العليا إلى ما قبل فترة وجيزة من ذلك التاريخ، في تقريره السنوي، باستغلال صلاحياته الرسمية بشكل سيء. وحسب معطيات مراقب الدولة، قام القاضي طال باستغلال صلاحيته كرئيس للجنة التركات لكي يحوّل مبالغ شاذة بحجم إجمالي يقدّر بملايين الشواقل، أورثها موتى لمالية الدولة، إلى جمعيات كانت تنشط فيها زوجته ومستشاره، وفي إحدى الحالات نشط حتى هو نفسه.
الصفحة 780 من 1047