خمس سنوات مرت على الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، وذهبت سدى كثرة من التحليلات التي أفرطت في التشاؤم أو التفاؤل على حد سواء. فالانسحاب الإسرائيلي لم يقد إلى حرب شاملة مع كل من لبنان وسوريا مثلما لم يقد إلى إبرام اتفاقيات سلام. ورغم أن العديد من أوجه التوتر على جانبي الحدود زالت ولم يبق لها من أثر، إلا أن واقع العداء لم يتغيّر، بل إنه لا أحد يتصور بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه الى وقت طويل. وكثيرون يرون أن الواقع القائم الآن هو حالة انتقالية تمهّد إما لسلام أو لحرب وفق معطيات الظروف الإقليمية لا اللبنانية وحسب.
ماذا سيقول حفيدك لحفيدي؟
يوما بعد يوم يدرك الإسرائيليون أنهم لا يستطيعون الحديث عن سلام دون الحديث عن النكبة وحق العودة، في الماضي كان هذا الموضوع من المحرمات، أما اليوم فقد بدأوا يتناولونه في الصحف والمؤسسات الثقافية والجامعات، ويصغون، ربما باضطراب أحيانا، إلى الفلسطيني الذي يحدثهم عما فعلوه في عام 1948، استقلالهم (إذا كان حقا استقلالا) ونكبة الشعب الفلسطيني.
قالت صحيفة "معاريف" إنه على رغم تأجيل موعد البدء بتطبيق خطة الانفصال عن قطاع غزة وبعض أجزاء شمال الضفة الغربية فإن ذلك لا يبدو كافياً في نظر ضباط كبار في قيادة الجيش الإسرائيلي، ولذا تزداد في الآونة الأخيرة أصوات هؤلاء الضباط الداعية إلى تأجيل الانفصال لفترة تتراوح بين أربعة إلى ستة أشهر.
يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون من خلال زيارته إلى الولايات المتحدة التي بدأت اليوم الأحد (22/5) إلى إعداد اليهود الأميركيين لإمكانية حدوث صدام بين إسرائيل والإدارة الأميركية بعد تنفيذ خطة فك الارتباط.
الصفحة 685 من 1047