رغم أن إسرائيل اطمأنت إلى انه ليس في جعبة الرئيس الأميركي جورج بوش ما يقدمه للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) سوى إعادة تغليف مواقف سابقة بغلاف جديد فإنها لم تبد ارتياحاً حتى للحفاوة التي استقبلت فيها واشنطن الرسمية هذا الضيف. ورغم مماطلة الإدارة الأميركية في تحديد موعد الزيارة، فإنها عند حدوثها آثرت إضفاء درجة عالية من الدفء الشخصي عليها. فإذا كان لا يمكن تقديم "إعلان رئاسي" جديد أو "رسالة ضمانات" موازية لرسالة الضمانات التي حصل عليها رئيس الحكومة الإسرائيلية اريئيل شارون، فعلى الأقل يمكن التعامل مع أبو مازن بقدر أكبر من الاحترام. ولكن هذا لم يرق لإسرائيل. فليس هذا بالضبط ما اتفقت عليه مع الإدارة الأميركية. لأن الإفراط في الثناء على أبو مازن أو الحفاوة به قد يفسر خطأ، من جانب الفلسطينيين على انه تشجيع لسياستهم الراهنة. ومن المعروف أن إسرائيل عملياً، وشارون شخصياً، بذلا جهداً كبيراً لتسويد صورة أبو مازن في واشنطن. فهو، ضمن الحملة المكثفة التي شنت في الشهرين الأخيرين، رجل عاجز ومشلول سياسياً، وهو يبيع الكلام ولا يقوم بالأفعال المطلوبة، والأهم انه بات يتستر على وجود حماس وقوى المقاومة الفلسطينية وصار يتقدم بسرعة لاحتلال المكان الذي كان فيه الرئيس الراحل ياسر عرفات.
لا تزال نتائج زيارة الرئيس محمود عباس (ابو مازن) لواشنطن تشغل الساحتين السياسية والاعلامية في اسرائيل، اذ يزداد القلق من تبلور «سياسة اميركية جديدة» كان أول مؤشراتها توسيع صلاحيات الموفد الاميركي الخاص الجنرال وليام وورد لتشمل رعاية التنسيق الامني الفلسطيني - الاسرائيلي، في خطوة تخشى اسرائيل انها قد تمهد لتدخل أميركي اكبر في الصراع خصوصاً في «اليوم التالي» للانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة بحيث يصبح الانسحاب «نقطة بداية» في اطار تنفيذ «خريطة الطريق»، كما وعد الاميركيون عباس.
شارك أكثر من 150 من البرلمانيين وممثلين عن مؤسسات رسمية ومدنية أوروبية في المؤتمر الخاص الذي عقد يوم الأربعاء (25 أيار) في مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل حول مكانة الجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل ودورها في حل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني والذي أعلن في ختامه عن التخطيط لإقامة لوبي برلمانيين أوروبيين لهذا الغرض.
انتخب الكنيست الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، القاضي ميخا ليندنشتراوس، كمراقب دولة جديد، خلفا للمراقب اليعيزر غولدبيرغ، الذي سينهي ولايته القانونية في الأول من شهر تموز/ يوليو القادم.
وكان ليندنشتراوس المرشح الوحيد الذي عرض على أعضاء الكنيست، الذين اعتبر قسم منهم أن هذا يتناقض مع العادة المتبعة بأن يكون أكثر من مرشح، وراح البعض يقول إن ليندنشتراوس هو شخص "لطيف" وغير حاد، وهذا ما دفع الحكومة لترشيحه، وهو أمر ينفيه ليندنشتراوس.
الصفحة 682 من 1047