رغم شهرة إسرائيل وتميزها عن غيرها من الدول في العالم بمقدار اختلاط الداخلي بالخارجي في كل ما يتعلق بالسياسة فإن هذه الحال في عهد إيهود أولمرت حققت أرقاما قياسية. فإيهود أولمرت كان أول رئيس حكومة في إسرائيل يعلن أنه لن يبدأ مفاوضات مع سورية لأن الإدارة الأميركية لا تريد ذلك، وهو أول رئيس حكومة يتمسك بمنصبه بدعوى قدرته على تحقيق اختراق في المحيط العربي.
"المشهد الإسرائيلي":
عممت وزارة الخارجية الإسرائيلية في الثاني عشر من تموز الجاري مذكرة مطولة بعنوان "حرب لبنان الثانية بعد مرور عام عليها" اعترفت في سياقها بأن إسرائيل استعملت القنابل العنقودية في أثناء تلك الحرب لكون هذا النوع من الأسلحة "غير محظور بموجب القانون الدولي". وقالت إنّ أي "نقاش حول استعمال إسرائيل لأسلحة كهذه ينبغي أن يتركز على طريقة استعمالها بدلا من التركيز على شرعيتها".
"الفوارق في الميزانيّات التي تميّز ضد البلدات العربيّة أدّت إلى سقوط ضحايا، ويجب القيام بعمل فوري وليس بمكيدة إعلاميّة"- هذا ما قاله "مركز مساواة" في حيفا تعقيبًا على نتائج تقرير مراقب الدولة التي نشرت بشأن "أوضاع الجبهة الإسرائيلية الداخلية". وأضاف المركز، في بيان صحافي خاص تلقى "المشهد الإسرائيلي" نسخة عنه: "نتيجة للفوارق وانعدام التحصين قتل 19 مواطنًا عربيًّا وجرح المئات. ويتضح من التقرير أن قيادة الجبهة الداخلية فشلت في تقديم صورة شاملة ومفصّلة عن الفوارق في بناء الملاجئ، ودون تجهيز خطة وتمويلها على المستوى الحكومي لن يحصل أي تغيير في الوضع الصعب السائد في المجتمع العربي".
ليس هو الصوت الأول أو الوحيد الشجاع الذي نظر إلى المجتمع وعقيدته السياسية نظرة نقدية تعيد النظر بأساليبه في الحكم وعلاقاته مع العالم المحيط به خصوصا جاره الشعب الفلسطيني، بل هو صوت ضمن أصوات إسرائيلية مفكرة تستشرف الآفاق بإنسانية أرحب وبيهودية أكثر نزاهة وانعتاقا من عقيدة الصهيونية الضيقة.
الصفحة 489 من 1047