يعتقد العديد من العرب، خطأ، بأن الفلسطينيين في "الدولة اليهودية" يتمتعون "بامتيازات" و"حقوق" تميزهم معيشيا وسياسيا واقتصاديا عن سائر أبناء شعبهم في الضفة الغربية وقطاع غزة. ولا يدرك أولئك العرب بأن "فلسطينيي عام 1948" شكلوا منذ أواخر الأربعينيات، وما زالوا يشكلون حتى اليوم، بالنسبة "للدولة اليهودية"، "مشكلة أمنية" إستراتيجية من الدرجة الأولى، لا بد من التخلص منها نهائيا، عبر اجتثاثها من جذورها،
كتب ب. ضاهــر:
أفادت تقارير صحافية في الأيام القليلة الفائتة بأن التوتر في العلاقات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير خارجيته، أفيغدور ليبرمان، قد تصاعد بشكل كبير، الأسبوع الماضي. وذكرت هذه التقارير أن الخلاف بينهما بلغ ذروته، يوم الجمعة الماضي، عندما صوت وزراء حزب "إسرائيل بيتنا"، الذي يتزعمه ليبرمان، في اجتماع الحكومة ضد مشروع الموازنة للعامين 2011 - 2012، ولدى إعلان وزارة الخارجية عن تعيين السفير في كولومبيا، ميرون رؤوفين، سفيرا مؤقتًا لإسرائيل في الأمم المتحدة بدون علم نتنياهو بذلك.
في الوقت الذي أعربت فيه إسرائيل الرسمية عن "ارتياحها" لخطاب الرئيس الأميركي جورج بوش يوم 15/7/2007 ودعوته إلى عقد مؤتمر دولي لـ "دول الجوار" في الشرق الأوسط لتحريك عملية السلام، التقى كبار المحللين في اعتبار الخطاب مجرّد كلام "لم يحدد جدولاً زمنياً" ألقاه رئيس أميركي بلغت شعبيته في أوساط شعبه أدنى مستوى، "فيما المعنيان الآخران بمثل هذا المؤتمر، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)) ورئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت، يواجهان وضعاً مماثلاً كل في أوساط الرأي العام في بلده". ووصف المعلقون الزعماء الثلاثة بوش وعباس واولمرت بـ "بطات عرجاوات"، يعني كلاً منهم تثبيت حكمه أولاً وقبل كل شيء.
(*) لعل الأمر الجديد الذي ينطوي عليه التحقيق الذي ظهر في الملحق الأسبوعي لصحيفة "هآرتس" (يوم 6 تموز 2007) حول عملية تفجير المساجد في المناطق الجنوبية من فلسطين بعد النكبة في 1948، هو كشف النقاب للمرّة الأولى عن توثيق الجيش الإسرائيلي نفسه لجزء من هذه العملية، التي يفوق زخمها ما تمّ أرشفته إسرائيليًا.
الصفحة 490 من 1047