وزارة المالية تستعد للإعلان عن عام محل في إسرائيل
من المتوقع أن تعلن وزارة المالية الإسرائيلية في الأيام القريبة عن العام الجاري 2014، على أنه عام محل، وبشكل خاص في منطقتي النقب (جنوبا) وسهول منطقة بيسان ومرج بن عامر، على ضوء شح الأمطار التي هطلت في موسم الشتاء، إذ في غالبية المناطق لم يصل منسوب الأمطار إلى نسبة 50 بالمئة من المعدل السنوي.
وقالت مصادر في وزارة المالية إن اللجنة الخاصة بإعلان عام محل، أجرت جولات في مختلف المناطق، وتوصلت إلى استنتاج بالإعلان عن المناطق المذكورة، دون غيرها، منكوبة بالمحل، إذ طالب مستوطنو مرتفعات الجولان السوري المحتل بالإعلان عن المنطقة التي يستوطنوها منكوبة بالمحل، إلا أن اللجنة قد لا تتجاوب مع هذا الطلب، الذي يستوجب تقديم تعويضات مالية للمزارعين فيها، كما أن اللجنة لم تتجاوب مع طلبات إعلان منطقة الجليل (شمال) منطقة منكوبة.
ونقلت صحيفة "ذي ماركر" عن مصادر وزارة المالية قولها إن التعويض الأكبر سيكون من نصيب المزارعين في سهول بيسان ومرج بن عامر، وهي المنطقة الأكثر خصوبة في فلسطين التاريخية، بينما سيكون حجم التعويض للمزارعين في النقب أقل، لكون الأمطار التي هطلت فيه أكثر من المعدل السنوي.
وتقول التقارير الزراعية إن شح الأمطار أضر بشكل خاص بزراعة القمح في الجنوب، ويتذمر المزارعون من أن كلفة المياه المُصفّاة عالية جدا بالنسبة لهم، واستخدامها في فترة المحل يزيد من الأعباء المالية.
ويقول مزارعون إن حجم التعويضات عادة يكون ما يغطي تكاليف الزراعة فقط، رغم أن الضرر في هذا العام كبير جدا مقارنة بسنوات سابقة، وهذه التعويضات لا تكفي بما يعوض المزارعين عن خسائرهم وغياب الأرباح، وهذا أمر يجعل المزارعين يغرقون في ديون لإعالة أنفسهم في الأشهر المقبلة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن سلطة الضرائب الإسرائيلية وضعت كافة الترتيبات لاحتساب حجم التعويضات، مقارنة مع التقارير المالية للمزارعين، وأن التعويضات قد تصل أيضا إلى مزارعين في مناطق لم يُعلن عنها مناطق منكوبة بالمحل.
وحسب التقارير الإسرائيلية، فإن معدل الأمطار التي هطلت في مرتفعات الجولان السوري المحتل بلغ 44% من المعدل السنوي، وفي منطقة بيسان تراوح ما بين 39% إلى 54% من المعدل السنوي، بينما في منطقة القدس المحتلة بلغ المعدل 76%، وفي منطقة بئر السبع، التي فيها الأمطار شحيحة أصلا، بلغ المعدل 110% من المعدل السنوي.
وحذر بحث جديد في جامعة حيفا الإسرائيلية من أن تغير المناخ العالمي، والتقلبات الشديدة في حالة الطقس، ستتسبب بخسائر كبيرة لشركات التأمين في إسرائيل أيضا. وأظهر البحث أن تغيرات المناخ العالمي تطال حالة الطقس في إسرائيل بقوة، وهذا ما ظهر جليا في العام الجاري، إذ كانت حالة الطقس عاصفة وثلجية لعدة أيام في شهر كانون الأول الماضي، لتلحقه أشهر شح أمطار شديد.
وتوقع البحث أن يؤدي ارتفاع معدل درجات الحرارة إلى أضرار مادية وفي الأملاك، ما يجعل شركات التأمين تدفع تعويضات أكبر من المتوقع لها في العقدين المقبلين. ويقول البحث إن ارتفاع معدل درجات الحرارة بدرجة واحدة فقط، قد يؤدي إلى زيادة التعويضات بنحو 1ر1 مليار دولار سنويا، ما يتسبب بتراجع مداخيل شركات التأمين وأرباحها.