67 بالمئة من الفلسطينيين و62 بالمئة من الإسرائيليين يظنون أنه لا يمكن التوصل إلى حل دائم في الوقت الحالي
كتبت غصون ريّـان،
خاص بـ "المشهد الإسرائيلي":
أجرى "معهد ترومان" في الجامعة العبرية في القدس، بالتعاون مع "المعهد الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية"، استطلاعا للرأي العام في أوساط الجمهور الإسرائيلي والجمهور الفلسطيني، وذلك على مرحلتين، كانت الأولى قبل خطاب باراك أوباما، الرئيس الأميركي، في القاهرة، بينما المرحلة الثانية جاءت في أعقاب الخطاب، وكانت بهدف التحقق من مدى تأثيره على الجمهور الإسرائيلي.
الفروقات الكبرى قبل وبعد خطاب أوباما كانت في توقعات الاسرائيليين فيما يتعلق بتطور النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، إذ أن التوقعات بالنسبة لقيام الدولة الفلسطينية خلال السنوات الخمس القادمة ارتفعت بعد الخطاب إلى 42%، هي نسبة الأشخاص الذين يظنون أن احتمال تحقق ذلك هو احتمال متوسط أو عال، بينما كانت النسبة قبل الخطاب 32%. وارتفعت كذلك نسبة الإسرائيليين الذين يعتقدون أنه يمكن التوصل إلى حل دائم في هذه الأيام مع الفلسطينيين إلى 41%، بينما كانت النسبة قبل الخطاب 35%.
كما أن نسبة الإسرائيليين الذين يعتقدون أن بالإمكان حل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني بوساطة دولية ارتفعت في أعقاب الخطاب من 49% إلى 52%، ونسبة هؤلاء الذين يعتقدون أنه ليس بالإمكان حل النزاع بوساطة دولية انخفضت من 48% إلى 42%.
ومن ضمن نتائج الاستطلاع تبين كذلك أنه قبل خطاب أوباما اعتقد 50% من الجمهور الإسرائيلي أن إسرائيل يجب أن تستجيب للضغط الأميركي، فيما لو قامت الولايات المتحدة بقيادة أوباما بممارسة ضغط على إسرائيل لقبول حل الدولتين للشعبين، في حين أن 42% اعتقدوا أنه يجب رفض ضغط كهذا. أما بعد خطاب الرئيس الأميركي فإن الاستعداد لقبول ضغط كهذا ارتفع إلى 52% بينما انخفض الاستعداد للرفض إلى 38%. وكان هناك ارتفاع آخر في تأييد الجمهور الإسرائيلي لحل الدولتين، إذ دعم 59% من الإسرائيليين هذا الحل قبل الخطاب، بينما كانت النسبة بعد الخطاب 63%.
وفيما يخص المبادرة العربية اعتقد 34% من الإسرائيليين قبل الخطاب أنه يجب على إسرائيل أن تستجيب للضغط الأميركي لقبول المبادرة، بينما ظن 53% أنه يجب رفض هذا الضغط، ولم يكن هناك إلا تغيير طفيف بعد الخطاب إذ كانت النسبتان 33% و54% على التوالي.
وفي سياق آخر اعتقد 35% من الإسرائيليين أنه يجب على إسرائيل الاستجابة للضغط الأميركي بشأن التوقيع على ميثاق عدم نشر السلاح النووي، بينما ظن 52% أنه يجب رفض هذا الضغط.
ويرى 27% من الجمهور الإسرائيلي أنه يجب على إسرائيل أن تعيد احتلال قطاع غزة والبقاء هناك، في حال استمرار إطلاق النار على الأراضي الإسرائيلية. بالمقابل يعتقد 42% أنه يجب على إسرائيل أن تقوم بحملات عسكرية ضد إطلاق النار والخروج من هناك بعد ذلك. كما أن 24% يرون أن على إسرائيل القيام بخطوات سياسية من دون استخدام القوة العسكرية.
من جهة أخرى، يدعم 51% في أوساط الفلسطينيين إطلاق صواريخ القسام من قطاع غزة على المدن الإسرائيلية كسديروت وأشكلون، ويعارض ذلك 46%.
ويظن 58% من الإسرائيليين أن في إمكان إسرائيل إسقاط سلطة "حماس" في غزة بينما يعتقد 36% أنها غير قادرة على ذلك.
ويظهر الاستطلاع كذلك أن 61% من الإسرائيليين قلقون من احتمال أن يلحق بهم أو بأبناء عائلاتهم ضرر على أيدي عرب في الحياة اليومية، ولدى الفلسطينيين فإن نسبة المتخوفين على أمنهم الشخصي وأمن أبناء عائلاتهم هي 45%.
على صعيد آخر، يعتقد 52% من الإسرائيليين أن على إسرائيل ضرب المفاعل النووي الإيراني في حال فشل المساعي الدولية لمنع تطوير سلاح نووي على يد إيران، ويعترض على ذلك 35%. وبالنسبة للفلسطينيين فإن 43% منهم يعتقدون أن التسلح النووي الإيراني ينطوي على أبعاد إيجابية بالنسبة للعالم العربي، بينما 33% يعتقدون أنه ستكون لذلك أبعاد سلبية.
وكشف الاستطلاع أيضًا أن 69% من الإسرائيليين يرون أن الثمن الذي يدفعه المجتمع الإسرائيلي بسبب الصراع مع الفلسطينيين لا يحتمل أو باهظ، ويرى 28% أن الثمن متوسط أو منخفض، مع ذلك يظن 60% أن المجتمع الإسرائيلي قادر على تحمل هذا الثمن عشرات السنين أو حتى دائماً، بينما يعتقد 14% أن المجتمع قادر على تحمل هذا الثمن عشر سنوات أخرى فقط، و 13% يظنون أن المجتمع قادر على تحمل ذلك فقط لسنة واحدة أو سنتين إضافيتين.
وتبين أيضاً أن 23% من الإسرائيليين فقط يرون أن وضع إسرائيل اليوم هو جيد أو جيد جداً ويقول 40% إن الوضع هو متوسط بينما يرى 35% أنه سيء أو سيء للغاية.
أمّا لدى الفلسطينيين فإن 10% يصفون الوضع في قطاع غزة بأنه جيد أو جيد جداً، و13% يرونه متوسطا، و 74% يصفونه بالسيء أو السيء جداً، أما الوضع في الضفة الغربية في هذه الأيام فيراه 31% جيدا أو جيدا جداً، 27% يقولون إنه متوسط و 38% يصفونه بالسيء أو السيء جداً.
واتضح أيضاً في الاستطلاع أن 50% من الإسرائيليين يؤيدون إجراء محادثات مع حركة "حماس" إذا ما تطلب الأمر، بغية التوصل إلى حل وسط مع الفلسطينيين، بينما يعارض ذلك 48%.
ويفضل 78% من الفلسطينيين و 51% من الإسرائيليين اتفاقا شاملا تقام فيه دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بينما يتم تأجيل القضايا الأخرى المختلف عليها كمسألة اللاجئين، على اتفاق جزئي.
وتبين كذلك أن 68% من الجمهور الإسرائيلي لا يعتقدون أن الحكومة الحالية ستنجح بالقيادة في اتجاه حل دائم مع الفلسطينيين، في حين أن 25% يرون أنها ستنجح. وفي أوساط الفلسطينيين فإن 70% لا يظنون أن بالإمكان التوصل إلى حل دائم مع حكومة بنيامين نتنياهو وفقط 27% يرون أن ذلك ممكن، وبشكل عام فإن 67% من الفلسطينيين و 62% من الإسرائيليين يظنون أنه من غير الممكن التوصل في هذه الأيام إلى حل دائم، بينما يرى 30% و 35% على التوالي أن الأمر ممكن.
وفي نفس السياق، قال 69% من الفلسطينيين و 61% من الإسرائيليين إنه لا يوجد احتمال ولو كان بسيطاً جداً لأن تقام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل خلال السنوات الخمس القادمة، ويعتقد 28% من الفلسطينيين و 32% من الإسرائيليين أن احتمال ذلك هو متوسط أو عال.
مع ذلك فإن 59% من الإسرائيليين يؤيدون حل الدولتين ويعارض ذلك 36%، وفي أوساط الفلسطينيين يؤيد 61% هذا الحل مقابل 23% يدعمون حل الدولة الواحدة و9% يؤيدون حلولا أخرى.
كما أن 52% من الإسرائيليين و50% من الفلسطينيين يوافقون على أنه بعد قيام دولة فلسطينية وحل الإشكاليات، وبضمنها اللاجئين والقدس، يجب أن يكون هناك اعتراف متبادل بدولة إسرائيل كدولة يهودية وفلسطين كدولة الشعب الفلسطيني، وعلى الرغم من أن هناك تأييدا لخطوة كهذه لدى الجمهورين إلا أن هناك انخفاضا في مستوى هذا التأييد مقارنة باستفتاءات سابقة، إذ أنه في أوساط الفلسطينيين وصل التأييد ذروته بنسبة 66% في بداية العام 2006، ومنذ ذلك الحين هو في انخفاض بشكل مطرد، وانخفض كذلك التأييد بشكل ملموس لدى الإسرائيليين في أعقاب انتخابات 2009.
على صعيد آخر يرى 40% من الإسرائيليين و 36% من الفلسطينيين أن المواجهات العنيفة لن تتوقف وأن الطرفين لن يعودا إلى طاولة المفاوضات، بالمقابل فإن 6% من الإسرائيليين و16% من الفلسطينيين يرون أن الطرفين سيستأنفان المفاوضات وأن المواجهات العنيفة ستتوقف.
ويعارض 56% من الإسرائيليين المبادرة العربية (السعودية) للحل الدائم مقابل دعم 36%، ووفق هذه المبادرة تنسحب إسرائيل من كافة المناطق المحتلة العام 1967 ومن ضمنها غزة والضفة والقدس وهضبة الجولان وتقام دولة فلسطينية، أما مسألة اللاجئين فتحل في مفاوضات بشكل منصف وفق قرار الأمم المتحدة 194، ومقابل ذلك تعترف كل الدول العربية بإسرائيل وبحقها في تأمين حدودها وتوقع معها على اتفاقيات سلام.
واتضح أيضاً أن 62% من الإسرائيليين عارضوا الانسحاب الكامل من هضبة الجولان وإعادتها إلى سورية مقابل اتفاق سلام كامل، و 26% فقط أيدوا ذلك. أما في حال التزام سورية بالانفصال عن إيران ووقف دعم حماس وحزب الله فإن تأييد إعادة الجولان يرتفع إلى 34%.
ويعتقد 69% من الجمهور الإسرائيلي أن الحكومة الحالية لن تنجح بالتوصل إلى اتفاق سلام مع سورية، في حين أن 22% يعتقدون أنها ستنجح.