يقدّم الباحث الإسرائيلي حجاي رام في هذا الكتاب قراءة نقدية غير مسبوقة على المستوى الإسرائيلي في الخطاب التأويلي بشأن إيران، الذي نما وتطوّر في إسرائيل خلال الأعوام الفائتة.
وإلى جانب تفكيك البنيات الاصطلاحية التحتية لهذا الخطاب، وكشف صلته الوثيقة بنظم القوّة والهيمنة وإعادة إنتاج الرأي والمواقف في إسرائيل، فإنه يضع أمام القارئ حقيقة أن الخطاب الإسرائيلي الرائج بشأن إيران "مشتقّ أساسًا من السيرورات التي يخضع لها المجتمع الإسرائيلي في هذا الصدد، منذ نهاية السبعينيات في القرن الماضي"، وفقما يؤكد المؤلف، أي منذ نهاية فترة حكم الشاه وصعود النظام الحالي إلى سدّة الحكم في إيران.
يتضمن العدد الأخير (آب 2007) من نشرة "المستجد الإستراتيجي"، الصادرة عن "معهد دراسات الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، مجموعة من السيناريوهات للفترة المقبلة بشأن النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني ومخاطر الحرب وفرص السلام مع سورية. هنا قراءة تفصيلية في هذه النشرة، فيما يتعلق بالمحور الأول (النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني)
تعتبر إسرائيل من البلدان القليلة في العالم التي تجتذب الاستثمار الأجنبي المباشر في كافة الظروف حتى الحربية منها. لا بل إن إسرائيل أكثر من جذابة لهذه الاستثمارات، بمعنى أن الاستثمارات تأتيها "طوعا". فهل كلمة طوعاً صحيحة اقتصادياً، طالما أن الاقتصاد يُقاس كأعمال وربح وخسارة؟
تعتبر مسألة العلاقات بين المجتمع وبين الجيش من المسائل الشائكة في أية دولة ديمقراطية من المفترض أن تكون فيها المؤسسة العسكرية ذراعاً للسلطة التنفيذية، تخضع لقرارات المستوى السياسي. فالجيش وباقي أذرع وأجهزة الأمن تنفذ سياسة يرسمها ويقرها منتخبو الجمهور، ومراقبة الجيش وقوات الأمن (التي تشمل أيضاً الشرطة وأجهزة المخابرات) هي مسألة مركبة وشائكة بشكل خاص، نظراً لأن الجيش يتمتع بمكانة خاصة، تنبثق عن أهمية قضية الأمن، وعن كونه خدمة أساسية للمواطن إضافة إلى استقلاليته (أي الجيش) البيروقراطية. في إسرائيل تنبع المشكلة أيضاً من المكانة الرفيعة التي يحتلها الجيش، وهذه المكانة هي نتاج النظرية الأمنية القائلة بأن "الدولة تواجه تهديداً وجودياً"... [قراءة حول مراقبة المستوى السياسي للمستوى العسكري]
الصفحة 6 من 22