في الإمكان أن نعتبر أن العدوان على غزة يحيل إلى قيام إسرائيل بإزالة بعض الصدأ الذي اعترى مسلماتها الصنمية، والتي ليس أبسطها أنه لا صوت ينبغي أن يعلو على صوت الأمن، حتى ولو كان السبيل إلى ذلك هو اتباع حرب الإبادة الجماعية، على غرار ما هو حاصل في القطاع إلى الآن، علمًا بأن من شأن هذه العملية أن تخرس في الوقت نفسه الأصوات القليلة التي تفكر بصورة مغايرة، والتي لم تتحرّر بدورها من الاستلاب لبعض تلك المسلمات، إن لم يكن لمعظمها
بقلم: انطوان شلحت
تربط مقالة جديدة للخبير الإستراتيجي الإسرائيلي إيلي كرمون، الباحث في "المعهد الدولي لمواجهة الإرهاب" في هرتسليا، والتي تناولت قضية الاختراقات الإيرانية الناجحة لبعض الدول في أميركا اللاتينية، بين "التمدد" الإيراني في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة الأميركية واستغلال حزب الله للسجادة الإيرانية في تلك المنطقة لتعميق نفوذه السياسي والاقتصادي والأيديولوجي بين العرب والمسلمين المتواجدين في العديد من الدول اللاتينية
يهدف هذا المقال إلى إيضاح الأسباب التي تجعل من الصعب على دولة ديمقراطية، مثل دولة إسرائيل والتي تعمل في إطار قيود وكوابح يمليها طابع النظام القائم فيها، إضافة إلى اعتبارات سياسية ودولية واسعة، أن تحقق حسما كاملا وجليا للمواجهة بينها وبين "منظمات حرب عصابات إرهابية عسكرية" مثل منظمة "حزب الله" وحركة "حماس"، اللتين تعتمدان على أجهزة متعددة وعلى دعم وإسناد شبكة من المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية، وتعملان في قلب الحيز المدني المأهول بكثافة، داخل دول أو كيانات فاشلة.
أنجز المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار ترجمة عربية لخطة "إسرائيل 2028"، التي أشرفت على إعدادها لجنة جماهيرية عامة برئاسة أحد كبار رجال الأعمال في إسرائيل، وضمت مجموعة كبيرة من الأكاديميين وذوي الاختصاص، وتم إنجازها في الربيع الفائت. كما أنها أدرجت في جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية وحازت على دعمها. وجرى تعريفها بأنها "رؤية استشرافية وإستراتيجيا اقتصادية- اجتماعية في عالم عولمي". هنا قراءة فيها
الصفحة 3 من 22