حزب "العمل" يواجه تراجعا حادا في قوته منذ سنوات وقد خسر كليا مكانة "الحزب الكبير" * الأسباب عديدة منها ما هو سياسي وجوهري، لكن هناك أسباب مميزة له مرتبطة بشكل نموه واحتكاره السلطة في العقود الثلاثة الأولى لإسرائيل * لم يعد حزب "العمل" حزب المؤسسات، واختفت منه التيارات السياسية، إلى جانب اختفاء البرنامج السياسي ووضوح الرؤية
لعل أبرز التغييرات الحاصلة في داخل المجتمع الإسرائيلي في الآونة الأخيرة، وهو ما أبرزته بشكل خاص الانتخابات البرلمانية الأخيرة، يكمن في انتقال الصراع البرلماني بين العلمانية والأصولية اليهودية (الحريديم)، من حلبة أقصى اليسار إلى حلبة أقصى اليمين. وهذا تغيير جدير بمتابعته نظرا لحساسيته على مستوى المجتمع في إسرائيل، إذ أن الكثير من المؤشرات تدل على أنه سيأخذ مستقبلا أشكالا أكثر حدة مما هي عليه اليوم.
جرت العادة، في كل مرة تشن إسرائيل خلالها حربًا دموية على الفلسطينيين أو العرب، أن يعلن الكتاب العبريون موقفًا منها، باعتبارهم "حراس شرف الكلمة". وتتجه أنظار الرأي العام، على وجه التخصيص، إلى ما بات يعرف بـ "الترويكـا" الأدبية الإسرائيلية المؤلفة من أبرز ثلاثة كتاب، وهم عاموس عوز وأبراهام ب. يهوشواع ودافيد غروسمان.
لا معنى للحديث عن "الأحداث" التي شهدتها عكا مؤخرًا ولا تزال تتفاعل إلى الآن من دون إدراجها في سياق العلاقة بين المواطنين الفلسطينيين في الداخل وبين دولة إسرائيل والأكثرية اليهودية فيها، وأساسًا في ظل غياب أي أفق لمصالحة حقيقية مع الشعب العربي الفلسطيني، وانعدام أي تحرّك حكومي جادّ لإحقاق المساواة، وتحت وطأة استمرار سياسة التمييز القومي وتصعيد الممارسات العنصرية
الصفحة 4 من 22