ذكرت تقارير صحفية إن الحكومة الإسرائيلية أخذت تحث خطاها وتخصص مجهودا أكبر لإتمام صفقة تبادل أسرى مع حماس بهدف استعادة الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة، غلعاد شاليت. وفي هذا السياق ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الخميس – 22.1.2009، أن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، يوفال ديسكين، غيّر موقفه مؤخرا وأصبح يوافق على إطلاق سراح الغالبية العظمى من الأسرى الذين تطالب بهم حماس مقابل شاليت. من جهة أخرى ذكرت صحيفة هآرتس أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، ووزراء كبار أعضاء في الحكومة المصغرة للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) باتوا يوافقون هم أيضا على إطلاق سراح معظم الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بهم حماس لإتمام الصفقة.
شن رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، هجوما غير مسبوق في حدته على وزير الدفاع ورئيس حزب العمل، ايهود باراك، وقال إن الأخير ليس مناسبا لتولي رئاسة الحكومة الإسرائيلية. وقال أولمرت في مقابلة أجرتها معه صحيفة معاريف ونشرت مقاطع منها، اليوم الخميس – 22.1.2009، ""سمعت أن ايهود باراك قال إن حزب كديما هو مثل الحرباء. وأنا لا أريد منافسة باراك بالإهانات، فالإهانة هي سلاح الضعفاء وليس الأقوياء. وأرى أنه يتنقل في استطلاعات الرأي بين 14 و16 مقعدا، وهذا بعد الحرب (على غزة)، لكنه لا يزال بعيدا عن مكانة (رئيس العمل السابق) عمير بيرتس، دعونا لا ننسى هذا. وأنا لا أعتقد باراك هو حرباء. إنني أعتقد أنه ليس مناسبا لأن يكون رئيس حكومة في إسرائيل، فقد فشل فشلا مدويا كرئيس للحكومة وأكثر من أي شخص آخر أشغل هذا المنصب في تاريخ دولة إسرائيل". وأوضح أولمرت أن باراك فشل "لأنه ليس حذقا وعديم الاستقرار ويفتقر لفهم لكي يدير شؤون الدولة، ولا أرى أنه طرأ تغيرا لديه، وأشعر أن معظم الجمهور يعتقد ذلك".
أعلن الجيش الإسرائيلي إن قواته أنهت انسحابها من قطاع غزة، فجر اليوم الأربعاء – 21.1.2009. وقال بيان للناطق العسكري الإسرائيلي إن "آخر جندي من الجيش الإسرائيلي خرج من قطاع غزة وعاد إلى الأراضي الإسرائيلية فجر اليوم. وانتشرت القوات خارج القطاع وهي متأهبة لمواجهة أي احتمال".
لا يزال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بمثابة أحجية بالنسبة لإسرائيل. إذ ليس واضحا بعد، بالنسبة للإسرائيليين، كيف سيتعامل معهم ومع الصراع ومع الملفات الساخنة في الشرق الأوسط، مثل إيران وحماس وحزب الله وسورية. فقد أعلن الرئيس الجديد إنه سيتحاور مع إيران، وربما مع حماس. وخلافا لسلفه، الرئيس السابق جورج بوش، أكد أوباما إنه سيتحاور مع العالم الإسلامي. وليس أوباما وحده من يقلق إسرائيل، وإنما يقلقهم المسؤولون في إدارته أيضا، مثل مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، الذي طالب إسرائيل في الماضي بتجميد الاستيطان بالكامل. كذلك تقلقهم مواقف رئيس طاقم الموظفين في البيت الأبيض، رام عمانوئيل، لأنه أيد في الماضي "مبادرة جنيف"، وذلك على الرغم من أنه تطوع للجيش الإسرائيلي خلال حرب الخليج الأولى.
الصفحة 97 من 489